بغرمها متيم فاطيما يوسف
بال
هنا امتنعت عقارب الساعة عن الدوران إجلالا لما نتج من تحدي العناد أمام جيوش غضبه الذي أوصلته له تلك المسكينة التي سترى من الويلات على يد ذاك الماهر وهو يهتف بفحيح
كانك عقلك فوت ولسانك فلت منيكي ومهتعرفيش ان المرة متحلفش على جوزها يابت الناس !
واللي خلق الخلق لو ماظبطيش لسانك واتعدلتي وانت بتتحدتي ويا جوزك لاهكون مكس ر لك دماغك داي ومش بس اكده هتشوفي اللي عمرك ماشفتيه في حياتك يابنت سلطان
وه ! هو خدوهم بالصوت قبل مايغلبوكم ولا إيه يامتر
واسترسلت بقوة واهية كي تجعله يشعر بجل خطأه فيما ارتكبه معها
أني حرة أعمل إللي علي كيفي ومحدش له حكم علي غير أبويا
ض رب الحائط بقبضته الفولاذية وقد رفع ضغطه الآن بفضل عنادها ولتتحمل عواقب زهقه منها وغلظة مايتفوه به لسانه
رفعت جفونها ببطء ثم نطقت بنبرة حادة وتفوهت بما جعله نفث ن ارا وصلها لهيبها ولكن تلك الحمقاء أكملت
كاتب كتابي بس ومليكش علي حقوق ولا أوامر وإذا كانت حتة الورقة داي هتخليك تعاملني كأني عبدة يوبقى نفضها سيرة ويادار مادخلك شړ وروح دلل وهنن الست شمس بتاعتك
فتتقدم خطواته بقدر تراجعها ويغ رس خن جر سؤاله في صدرها بهسيس وعيناي محمرتان من شدة ڠضبها
عايزة تتطلقي يارحمة !
طب الكلمة داي لو لسانك نطقها تاني لهتشوفي النجوم في عز الضهر على يدي وهتشوفي الجح يم على الارض علشان توبقى تمسكي لسانك قدامي قبل ماترطي هبل على الفاضي
دارت حوله في المكان بج سد ينتفض رفضا لطريقته وبنفس نبرته المملؤة بالحبروت هاتفته
والله أني مبتتهددش ومتخلقش اللي يوطي راس رحمة المهدي ومش هي اللي ترضى بالخنوع والذل وان كان على قلبي اللي هيعشقك هشق ضلوعي وأفرمه بيدي وأعيش بجسم من غير قلب ولا إن حد أيا كان مين يفرض سيطرته وهيلمانه عليا
ممكن بقى تبطلي هري وعصبية وكلام أهبل لاهيودي ولا يجيب
ممكن بردو دلوك تعرفيني سبب ضيقتك وثورتك وكلامك اللي عمالة تبخيه في وشي زي السم دي
ياه كانك معارفش وبتتهمني بالجنون واني هقول اي كلام وخلاص جملة تهكمية نطقتها رحمة بنبرة ساخرة نظرا لتساؤله الأحمق من وجهة نظرها ثم عقبت بما ينهى ذاك الحوار
هخاف اني اياك منك يابرنسيسة زمانك نطقها ماهر بسخرية مماثلة ثم تابع بنبرة حادة وحاسمة
للمرة المليون
بقولك اظبطي لسانك معاي يارحمة واعرفي انك ببتكلمي ويا جوزك
واسترسل حديثه وهو يحاول أن يهدأ من نبرته الغاضبة الي أخرى لينة وهو يمسح بيده على خصلات شعره الأسود
باختصار هي
في أزمة شديدة وقبل ماتتهميها بالكذب أني اتوكدت من كل كلمة قالتها ولجأت لي كمحامي أولا
وكبيناتنا عشرة قديمة ثانيا فخليكي عاقلة يارحمة
واعرفي إن لو قدامي الف ست في الدنيا ومقفول علي معاهم باب واحد وكلهم رايدني وقتها هكسر البيبان وهاجي حدك بين ايديكي علشان مشايفش فيهم كلهم ضفرك ياحبيبتي
لقد ص ډمها الآن بقراره ذاك فقد كان يشعر بأنها فقدت السيطرة على حالها في اقترابه واشتاقته ولكن ذاك الماهر لم يفهمها جيدا ويدرس شخصيتها العنيدة التي لاتقبل أبدا أن تدلف احداهن إلى حياته ومن بالتحديد انها أخت زوجته المتوفاة يالك من رجل متجبر ايها الماهر !
أحست بالمهانة الآن لأول مرة من تصميمه في الوقوف بجانبها ثم انسدلت دموع عينيها وشعر بسخونتهما عندما هبطت على يديه معلنة على أنه چرح كبرياؤها وأنه الآن على مشارف خسارتها فهو في موقف يحسد عليه الآن إما أن يلقى بتلك اليتيمة في غيابات الجب ويخسر رجولته أمام نفسه
شعر بأنه يح ترق الآن وأنه داخل دوامة ضيقة بل
في نظره أضيق من خرم الإبرة بذاته
ثم جفف دموعها بأصابع يديه القويتين بحنان رجل عاشق ورفع عيناها المغشية بالدموع وجعلها تقابل عينيه وهمس لها بنبرة راجية
صدقيني يارحمة دموعك بيق طعو في قلبي كانهم سي وف بس والله العظيم ڠصب عني مقدرش مكونش راجل مقدرش أشوفني بني آدم يقدر يساعد بني أدم شريد قدامه واحتمال في وقت حياته تتعرض للخطړ وفي يدي مساعدته ومساعدهوش
وأكمل بنفس نبرته الراجية وهو يسحبها داخل أحضانه
خلي عقلك كبير واعتبريها ملهاش وجود
فقدت الأمل بشتى الطرق في إقناعه والآن لأول مرة هزمت رحمة المهدي بل والأدهى في معركتها هي
يالك نفسي من شعور الخذلان الذي حاوطك من حبيبك الأول
جعلني أدمع أتوه أتمنى الم وت ولا أن أراك ترمش فقط لامرأة غيري
قل لي حبيبي الأول أضايقتك غيرتي المحقة بها ! أأرهقك عشقي وروحي المتعلقة بروحك كي تجعلني أتندم
لاا
ماهري فصغيرتك على الحب كما لقبتها كهلت الآن وأصبحت ترى الفراق متقدم
كلمات رحمة المهدي
بقلمي فاطيما يوسف
بغرامها متيم
ثم همست بجانب أذنيه بنفس كلمتها وهي الآن يرواضها عقلها أنها امرأة مهزومة خائبة
طلقني ياماهر
تشبس بأحضانها كالطفل الصغير في أحضان أمه وخائڤ من أن تتركه وحده وهو يهمس بنبرة صوت أجش من فرط مشاعره التي تبعثرت في اقترابها
لو السما انطبقت على الأرض معملهاش يا بابا انسى انك توبقى لحد غير ماهر
تنهدت بأنفاس ساخنة طويلة شعر بدفئها
وهي تتحسر داخلها من خېانة قلبها لها وانسياقه وراء غرامه المتيم بذاك الحبيب ولكن وعت لحالها وهي تبعده عنها برفق نظرا لأعصابها المفككة من اقترابه ثم حملت حقيبتها وخرجت من الغرفة بل من المكتب بأكمله وهي تنوي الفراق لامحالة فهو قد فضل تلك الشمس ووجودها عليها وهي لم ولن تستكين
في المشفى حيث خرج ذاك الطبيب من غرفة مكتبه الخاص وهو يرتدي البالطو الأبيض رافعا رأسه لأعلى ويزين وجهه نظارته الطبية التى أعطته وسامة زادت على وسامته فقد كانت الساعة السادسة صباحا فذاك موعد مروره على المرضى ناهيك عن رائحته التى عبئت المكان بأكمله
كان يتمشي في الرواق المؤدى إلى غرف الفحص التى يمكث بها المرضى ومن يراه يظنه أحد عارضي الأزياء من طوله الفاره ومشيته المتزنة فرأته الممرضتان الواقفتان بذاك الممر بعيناي متصنمة على واثق الخطى ذاك ثم غمزت إحداهن في أذن الأخرى وعيناهن تتآكله دون حياء
ياشتات الشتات يابت شايفة اللي أني شيفاه دي ولا نجوم السيما يخربيت جمال أمه
أومأت الأخرى لها وهي تسير