السبت 23 نوفمبر 2024

بغرمها متيم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 15 من 93 صفحات

موقع أيام نيوز

وصمتها وزادت عليهم نظرتها له ثم سئلها بنبرة تصاحبها الدعابة 
هو أنا شكلي عجبك قووي كدة يا آنسة وواقفة متنحالي 
أنهى دعابته وهو يبتسم لها ابتسامة رائعة راقية جذبتها إليه جعلت داخلها ينتفض من طريقته المرتقية للذوق العالي ومن يرى حوارهم ذاك يتهمها هي بالكبر والغرور ويصفونه بالتواضع والأخلاق 
ثم تحمحمت وهي تتحرك من أمامه 
أممم اتفضل معايا على مكتب الدكتور هاني
تحرك كي يسبقها بخطواته فهو لا يصح ان يمشي ورائها كي لايخجلها فراق لها فعلته تلك 
ثم أشارت إليه بأن تلك غرفة زميلهم تحت ذهولها وكأنه لم يدلفها أمس وكل ذلك جعلها تبني أفكارا في عقلها حتى وصلت إلى نقطة معينة ولكنها ظلت مستمرة معه كي تجمع نقاط افكارها
في بؤرة واحدة وتبدأ حينها كشف بداية الخيط كي تفسر حالته تلك 
دق على الباب بكل احترام فأذن لهم الطبيب بالدخول ثم دلف هو وفريدة وراء بعضهم مما جعله اندهش هو الآخر من ذاك المشهد الذي لم يصدقه عقله ثم أذن لهم بالجلوس على المقاعد فبدأ فارس بالاعتذار بنبرة نادمة 
أنا جاي اعتذر للدكتورة 
لم يعرف اسمها فسألها عنه فأعلمته إياه ثم أكمل اعتذاره بصدر رحب
عن أي سوء فهم حصل مني بدون قصد قدام حضرتك يا دكتور علشان قالت لي انك كنت موجود وقتها ومره تانيه
يا دكتورة فريدة انا اسف جدا على اللي حصل مني وعلى التصرف الھمجي اللي اكيد كان من غير قصد مني 
ثم نظر الى الطبيب وأكمل اعتذاره 
انا بعتذر لك انت كمان يا دكتور على اي تصرف سيء حصل مني واوعدك ان شاء الله مش هتتكرر وهنبقى زملاء
نظر كلتاهما إلى
بعضهم نظرة تحوى الكثير من المعاني وبالطبع قد انتقلا من رحلة الذهول إلى مرحلة دقت فيها قلوبهم رع با منها ومن الأفضل قبول اعتذاره ومحاولة تجنبه والابتعاد عنه ثم تحدث الدكتور هاني أولا بنظرة بشوشة مرسومة جيدا 
وأنا قبلت اعتذارك يادكتور وأهلا بيك في بلدنا نورتنا
ابتسم ذاك الفارس نفس الابتسامة التى أسرت تلك الفريدة منذ قليل مما جعله يتراجع عن قراره في الخۏف منه فابتسامته تجعل وجهه برئ كما الملائكة وتجعل من أمامه يتأثر به بل ويحبذ جلسته والنقاش معه كثيرا 
أما فريدة قامت من مكانها وهي تعدل ذاك البالطو الأبيض الذي بدت به كملاكا يحلق في سماء الدنيا وهي تبتسم ابتسامتها المشرقة له فقد ردت لها كرامتها عن جدارة وبالرغم من أنها بادلته صڤعته بصڤعة مماثلة إلا أنها شعرت بالانتصار الآن فالاعتذار لها ومعرفته بخطأه ومجيئه معها للدكتور هاني جعلها قبلت الهدنة 
وانت مش أكرم من الصعايدة يادكتور ولا كأن حاجة حوصلت ونورت المستشفى عندينا 
ثم استئذنت منهم برقي 
عن اذنكم عندي حالات لازم أشوفها
بدت ابتسامتها المشرقة كشمس سطعت بعد العتمة أضائت الكون بأكمله في عيناي ذاك الفارس الذي نظر إلى وجهها الذي أصبح محببا لقلبه بتلك الغمازات التى توسطت وجنتيها جعلت القابع بين أضلعه يخفق ولها بذاك الجمال الطبيعي وذاك الشموخ والكبرياء لكرامتها فقد رأى في عينيها الشجاعة التى لم تهب السلطة والنفوذ الذي ذكرته له أنه ه ددهم بها 
فكانت مع كل خطوة تخطوها في الابتعاد عن الغرفة كأنها تسحب أنفاسه معها فتعلقت عيناه بها ومع كل خطوة يشعر بعضلات قلبه تنقبض وتنبسط في آن واحد 
وبعد خروجها من المكان بدأ يشعر بالاخت ناق وكأن أحدهم يسحب رئتيه من صدره 
في موقف غريب عجيب مهيب من تلك النظرات غير مفهومة المعنى 
ثم قام هو الآخر وهو يمد يده للدكتور هاني مرددا ببشاشة 
يسعدني ويشرفني إننا نكون أصحاب يادكتور 
وأكمل بمداعبة وقد أشرق وجهه هو الآخر ابتسامة عذبة تأثر بها هاني 
صدق المثل اللي كنت بسمعه من ماما زمان ما محبة إلا بعد عداوة
بادله هاني مصافحته
بابتسامة تنم عن قلبه الأبيض النقي 
الشرف لينا ياباشا نورت مكتبي
شكره بامتنان لحسن
استقباله ومعاملته التى تدل على شهامته في قبول الإعتذار بصدر رحب ثم غادر الغرفة وخرج على الفور ذاهبا إلى نفس ذاك العنبر لعله يلقاها ثانية هناك 
و بالفعل ذهب إلى العنبر وجدها تباشر الكشف على المرضى بعملية جادة فبدأ هو الآخر عمله حتى وصل إلى الحالة التى بجانب حالتها فوجد المړيضة تسألها 
يادكتورة انا عاملة العملية من امبارح الصبح ممكن أعرف انتم حاجزيني ليه لحد دلوك
وأكملت المړيضة تساؤلها وبدا القلق على معالمها جليا وهي تنظر إلى ذاك المحلول المعلق 
هي العملية بتاعتي منجحتش 
اجابتها فريدة بابتسامة بشوش كي تجعلها تطمئن 
لااا ازاي بقى داي نجحت مية في المية بس علشان رئيس القسم حدانا اهنه مبيخرجش أي حالة إلا لما يطمن عليها انها عدت مرحلة الخطړ
أما هو أمسك ورقة الفحص الخاصة بها وقرأها بعناية وفريدة لم تأخذ بالها منه ثم تحدث مستئذنا 
بعد اذنك يادكتورة حابب أوضح لها أكتر
حركت فريدة رأسها بكل أريحية فهي من النوع صافي القلب وطالما اعتذر منها كأن شيئا لم يكن 
أما هو نظر إلى المړيضة شارحا بالتفصيل
شوفي يا آنسة الدكتور في عملية الزايدة والمرارة بالذات لازم يتأكد بعد العملية وتقفيل المنظار ان كل حاجة في مكانها الصحيح خاصه ان ممكن الأجهزه اللي بيشتغل بيها ما تبقاش معقمة كويس بتعمل مشاكل خاصة مع صغار السن فممكن من المشاكل دي يحصل حوارات لا غنى عنها بالنسبه للست فلازم يعدي على عمليتك 24 ساعه تكوني متواجدة هنا معانا نتأكد ان كل حاجه سليمة مية في المية وده طبعا لمصلحتك فمتتعجليش
ابتسمت له تلك الفتاة بحالمية رأتها فريدة ولكنها أشفقت على الفتيات ذو العقل المراهق مثلها أما هو رأى نظرتها للفتاة وللعجب أنها لم تعير نظراتها أدنى اهتمام فشعر بالغيظ قليلا 
ثم أكملا كلاهما عمله وكل منهم يدعى الانشغال ويحاول جهدا أن لاينظر للآخر
في منزل سلطان كان يجلس في بهو المنزل في الحديقة الخاصة به هو وزينب ويبدو على وجهه الوجوم من تصفيق زينب التى تهلل بفرحة وهي تعد أوراق الكوتشينة الرابحة معها أكثر منه 
مش خبرتك قبل سابق يا سلطان انك مهتقدرش تكسبني المرة داي 
ثم أكملت بنفس الشموخ المصطنع 
علشان تعرف بس إن زينب مش شوية وتلعب بورق الكوشتينة لعب اكده
زمزم سلطان بغيظ منها فهو في موقف الخاسر والرجل الخاسر من زوجته في وجهة نظره يغ لي من داخله ثم هتف وهو ينفث دخان الشيشة التى أمامه وهو يحاول كبت غي طه منها 
متعشيش الدور قووي اكده يا زينب أني اللي هلعب وياكي تسالي اكده ومش عامل للعب أهمية مش في دماغي عاد
ضحكت ضحكة عالية تعني في جوهرها الشماتة من كلامه ثم مطت شفتيها للأمام بطريقة جعلته اغتاظ منها وهتفت وهي تجمع الأوراق وبدأت بتفنيطها 
والله أي واحد مغلوب وخصوصي لما تكون اللي غالباه مرته لازم يقول زيك اكده بس متتكسفش ياخوي ويالا نلعبوا دور تاني
أشاح بيديه في الهواء مرددا بلا مبالاة بعد غيظها له 
له مليش نفس للعب دلوك
وه ! هتنسحب علشان اتغلبت يا أبو السلاطين جملة استفزازية نطقتها زينب بكيد ثم عقبت عليها كي تثير غيظه أكثر 
لعلمك بقي المسحوب مغلوب واني اكده اللي هكون غالباك النهاردة
نفث دخان التبغ الذي يتجرعه وهو يردد بهدوء
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 93 صفحات