الأحد 24 نوفمبر 2024

بغرمها متيم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 18 من 93 صفحات

موقع أيام نيوز

يقف داخلها 
فقط لحظات مجرد لحظات عندما رات عينيها ذاك الفيديو حتى كاد أن يتوقف قلبه عن نبضه بل تمنت الآن أن يتوقف عن دقاته كي تستريح مما ستراه ومما هي قادمة عليه 
حاولت تهدئة حالها كي لاتستيقظ أختها النائمة
ثم حملت هاتفها وخرجت من الغرفة ومن ثم المنزل بهدوء كي لا يسمعها النائمون ثم صعدت إلى سطح المنزل بخطوات هادئة وما إن وصلت إلى الأعلى حتى هاتفت ذاك الأرعن 
أما هو مازال جالسا يحتسي شرابه ويتغنى بصفيره وهو مازال يشاهد ذاك الفيديو ثم رأى نقش اسمها على الهاتف فأجابها سريعا وهو يردد 
يادي النور الدكتورة فريدة بذاتها بتتصل 
جزت على أسنانها پغضب جم من ذاك الشيطان الذي يتحدث معها ثم هدرت به ولكن دون أن يعلو صوتها كي لا يسمعها من بالأسفل 
انت جنسك ايه يابني أدم انت ! ياوقح يازبالة ياللي مشفتش بربع جنيه رباية 
كانت تسخطه بلسانها وتكاد تلعنه لما فعله بها أما هو تعامل معها بكل برود جعلتها استشاطت أكثر من ذي قبل 
والله انت وش فقر بقي في واحدة بنت بواب وعايشة في أخر بلاد المسلمين تجيي لها فرصة تبقي مع فارس عماد الالفي وترفض لا وايه كمان ټشتم وټلعن أما صدق بنات وش فقر 
اتسعت مقلتيها بذهول من رد ذاك المصاپ بالجنون حتما ثم هتفت بنبرة يغلفها الاندهاش 
انت شكلك مچنون لاااا دي الجنون أبعد مايكون عن دماغك وتفكيرك والله العظيم إن الفيديو دي ماتمسحش لاهوديك في ستين داهية وهخلي سيرتكم النضيفة اللي بتلمع على كل لسان ودلوك الفضايح مفيش أسهل منها وهقدم بلاغ للنائب العام بذاته إنك عملت فيا اللي عملته دي ومش بس اكده هخلي الدكتور هاني يشهد معاي لأنه هو اللي فوقني من الإغماء وممرضين القسم شافوك وانت شايلني 
نفث دخان سېجاره في الهواء بمزاج عال وقد شعر بأن ڠضبها وكلماتها تغسلانه من داخله فشعر بمنتهى اللذة وبنبرة برود أشبه للجليد نطق ذاك الفارس 
وماله يابيبي أموت أنا في جو الفضايح ده وأخواتك البنات وأخوكي اللي في سنة أولى كلية شرطة وأبوكي البواب يتمرمطوا معاكي 
أما أنا فميش قلق عليا خالص أصلك متعرفيش أنا مين وورايا مين 
شعرت الآن بأنها على حافة الاڼهيار لامحالة وعيناها تنظر تارة للسماء تناجي ربها بقلب منفطر كي ينقذها ثم تنظر من سور السطح وعقلها يحسها أن تسقط حالها من الأعلى وتنهي حياتها ويستريح الجميع مما هو قادم فما حل بها سيصيبهم جميعا بالهلاك ثم استغفرت ربها من تفكيرها وحاولت تهدئة حالها والرضوخ أمام الريح العاتية كي تصل مع ذاك المړيض النفسي الذي أوقعها القدر في طريقه الى بر الأمان دون أن يتأذى أحدا من ورائها ثم سألته بنبرة هادئة وهي تضع يدها على صدرها وكأنها بتلك الحركة تهدهد على قلبها 
طب انت عايز ايه مني عاد دلوك يادكتور 
شعر الآن بأنه فاز في أولى الجولات مع تلك الجميلة التى أوقعها القدر تحت براثنه وليست فقط جميلة الشكل بل الملمس ولديها من القوة والاعتزاز بالنفس مالم يجده قبل ذلك في غيرها فالبطبع
أنها ليست الأولى ممن وقعوا تحت يديه ولكنها مختلفة تجعله يشعر باللذة في الحديث معها ثم حرك رأسه
مبتسما كالطفل الصغير وهتف بنبرة تشبه الملائكة مما أدهشها 
تعرفي انك مش زي أي بنت عادية أنا عايزها معايا وخلاص ولا أنا عايز أقضي علاقة راجل وست كل لما مزاجي يعوز 
واسترسل حديثه وهو يجيب على حاله بنفس النبرة التى أدهشتها وجعلت الړعب يدب داخلها كل برهة أكثر من ذي قبلها 
عايزك تتكلمي معايا كتييير واحنا لوحدنا في الأوقات اللي علي كيفي ووقت ما أحب عايزك تفضي دماغك من كل حاجة حواليكي ومتفكريش في أي حد في الدنيا غير فارس فارس وبس عايزك تحبيني بكل لمحة من وشك بس الحب مش متبادل انت اللي تحبيني وانت اللي تتعلقي بيا أنا لا موعدكيش أنا معنديش قلب يحب دهسته من زمان من وأنا ابن اعدادي راح مع اللي راحو 
الى هنا والقوة الواهية التي تتحلى بها انقشعت وزالت ولم يعد أمامها غير الضعف فهي قد غرست أقدامها في وحل مريض نفسي وقبل أن تجيبه سألت حالها وهي تحادث نفسها في دقيقة من الصمت وللعجب أنه تركها تلك الدقيقة ولم يتفوه وكأنه معتاد 
ماذا إن رفضت كلام ذاك المعتوه حتما ستضيع عائلتي أبي وأخوتي 
ماذا إن قمت بالتبليغ عن ذاك المعتوه هل سيتركني أباه بمنصبه ونفوذه 
أم ماذا إن وافقت أدنس شرفي أضيع في غيابات الجب أخسر كرامتي أدهس كبريائي 
ثم ردد عقلها إليها كي يجعلها لاټصاب بالجنون 
لم تفترضي السوء وقد رمي نبي الله يوسف في غيابات الجب وأصبح عزيز مصر بعناية الله 
وأكمل قلبها يحدثها مع عقلها 
مابقاش ليا حد غير ربنا دلوقتي 
بس الكلمة دي بيقولها الناس اللي قلوبها اتكسرت او اتحطوا في ضيقة وتحس انها كلمة بتتقال وقت الضعف مع ان لما سيدنا موسي مكانش له حد الا ربنا ساعتها البحر انشق والصحراء اڼفجر منها عيون المية اللي لحد النهاردة موجوة 
والسيدة هاجر لما مكانش ليها حد هي وابنها غير ربنا ربنا في قلب الصحراء خرجلها بير زمزم
سيدنا يونس لما مكانش له غير
ربنا الحوت ماقدرش يهضمه وطلعه بره من غير ينقص منه ضافر او شعرة 
السيدة مريم لما مكانش ليها حد الا ربنا ساعتها ربنا جعل رضيعها يتكلم ويخرس لسان الناس عنها 
اللي مالوش غير ربنا في موقف قوة مش ضعف في الفريق الكسبان مش الخسران في الزاوية المسيطرة مش المهزومة المکسورة انتي جامدة جدا ومش كلام انتي معاكب اللي بيقول للشيء كن فيكون 
افتكري ديما الكلمة دي ماذا وجد من فقد الله وماذا فقد من وجد الله 
اللي مابقاش مع ربنا هيلاقي ايه من بعده يساوي ويعتبر مكسب واللي مابقاش له غير ربنا هو أغني الناس وكسبان مكسب الدنيا والآخرة 
اللي فيها لله مابتغرقش واللي مالوش غير ربنا له كتير قوي وهو مش دريان معجزات هتحصله وبركات هتحل عليه وستر ولطف هيصاحبوه وقوة وهمة هتضاف لقلبه من حيث لا يدري ولا يحتسب 
ف اجمدي اكده يافريدة وماتضعفش اتحامي في ربنا وقولي الله المستعان ومفيش حد بيقولها ويطلب المعونة والسند من الله بصدق غير لما بيعينه ويقويه علي كل شيء ويلين في ايده الصعب 
أحست بتلك الكلمات التي أمدها قلبها بها أنها ليست خائڤة منه وأنها الذي ستصلح حال ذاك الشيطان وتبدله إلى ناسك يخشى الله وأن حرب وجودها أنثى في الحياة دون أن تدنس في وحل الخطيئة ليست هينة لطالما ابتلاها الله فلتستعين بالله ومن كان في معية الله لن يضام أبدا 
ثم سألته بنبرة مستكينة فهي الآن تيقنت أنه يعانى من انفصام في الشخصية فما الذي رأته صباحا واعتذر لها ولزميلهم ليس الذي يحادثها الآن 
طب وأني ايه اللي يضمن لي اني سمعتي وشرفي ميتوحلوش لو نفذت لك اللي انت عايزه 
هنا شعر بالانتصار ثم طمئنها بصدق فهو لم يحتاج معها اللف والدوران كي يكتسبها فهو إن أرادها سيأتي بها في لمحة البصر وسيأخذ منها
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 93 صفحات