السبت 30 نوفمبر 2024

بغرمها متيم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 21 من 93 صفحات

موقع أيام نيوز

بكلماتها تفتيت برود تلك الشمس التي تحلت له إجبارا عنها ثم
على صوتها وقد شعرت بالمهانة وأنها حقا ذلت على يداي تلك الرحمة بالرغم من أنها لم تتعرض لها منذ أن أتت الى هنا 
انت ايه كمية الحقد والغرور اللي بتتكلمي بيهم ده انت ربنا مايحكمك على ظالم ياشيخة 
أطلقت ضحكة عالية ثم قالت من بين ضحكاتها 
هو مش ظالم يوبقى يتحمل عقاپ ظلمه 
كانت هانم تستمع إلى حوارهم الذي اشتد على الفور هاتفت ماهر وما إن أتاه الرد حتى أبلغته بنبرة مړتعبة جعله شعر بالقلق وحمل مفاتيحه وهبط على الفور 
الحقنا يا ماهر بيه ست رحمة جت اهنه وهي شايطة على الاخر هي وست شمس والحوار شكله ما يطمنش خالص تعالى طوالي 
طمئنها ماهر بأنه في أقل من عشر دقائق سوف يصل اليها وبالفعل لم يمر عشر دقائق حتى وصل المنزل 
ترجل من سيارته سريعا وجدهم يواجهون بعضهن كالتنين وجوهم تنفث ڼارا شعر بلهيبها ولكنهم لم يشعروا بقدومه نظرا لصوتهم العالي في النقاش 
ثم هتف بصوت جاد من وراء ظهورهم 
ممكن أعرف في ايه يا أستاذة منك ليها 
لم تعطيه رحمة وجهها وكأنها لم تعي وجوده أدنى اهتمام فهو من وضعها في تلك المهزلة مع تلك الدخيلة عليهم مما جعله يشتاط من عناد تلك المتمردة 
أما شمس خطت أمامه وفي لمح البصر انسدلت دموعها وتحدثت وهي تشير بيدها ناحية حمام السباحة
والله العظيم يا أبيه انا كنت قاعده في حالي بصيت لقيتها جت شتمتني وبهدلتني وطردتني ومش بس كده اخدت مني الموبايل ورميته لي في حمام السباحة واتعاملت معايا بطريقة غير لائقة خالص وأهي قدامك هي اسألها 
لم تنظر اليه رحمه ولا تعي لكلامها ادنى اهتمام ثم ادارت جسدها ووقفت مقابل تلك الشمس وهي تنظر لها بتحدي امامه واكملت كي لا تشعرها بالخۏف منه ولو بهفوة 
والبعيدة طلعت ماعندهاش ډم عاد وفرقتنا الا لسه واقفه زي ما هي تحكي له اللي حصل عشان توقع ما بينا 
ثم نظرت الى ماهر وربعت ساعديها وتحدثت بنبرة باردة 
قول لها روحي يابيبي اشتري لك واحد من الفيزا المفتوحة اللي أني عاطيهالك وروح طبطب عليها وخد بخاطرها من قليلة الذوق اللي شتمت الكيوتة وطردتها 
اغتاظ ماهر من طريقتها ثم أمسكها من كتفها هادرا بها بسبب تصرفها العڼيف 
انت بتعملي اكده ليه يا رحمة فوقي بقي أني لحد دلوك ما أخدتش تصرف أهوج قدام أفعالك اللي هتجن 
نفضت يده بحدة من على كتفها وهدرت به هي الأخرى وڼار الغيرة تأكل صدرها 
ولما تجيب البت دي اهنه وتكون معاك في بيت واحد وتديها فيزا مفتوحة تسميه ايه يا حضرة المتر المحترم 
تجمعت شياطين الانس والجن من كلماتها اللاذعة وتشعب الڠضب في رأسه وتكاثر بلا رادع ثم هدر بها 
محترم ڠصب عنك يارحمة وقسما بالله إن ماهديتي وظبطي لسانك واحترمتي جوزك لا هتشوفي وش عمرك ماشفتيه 
أثار حنقها فقالت بتحدى العناد 
والله لو مش عاجبك طلقني ياماهر
الى هنا تدخلت شمس واقفة بينهم ثم رددت لها نفس الكلمات التي كانت تقولها لأختها وهي
تتذكرها ماضيا وهي تشاهد عراكها مع ماهر 
بلاش يا رحمة تخلي العناد يخسرك جوزك ماهر مش هتلاقي زيه تاني 
اندلعت ثورة عارمة من الحقد لتلك الدخيلة
عليهم ثم الټفت لها وهزتها من كتفها پعنف 
انت مالك أصلا متتدخليش بنا ولا ليكي علاقة باللي بيحصل بنا ياحرباية كله بسببك 
اهتزت داخل شمس حزنا بسبب كلماتها ثم هتفت 
انت أكيد بني أدمة مريضة مش طبيعية 
جحظت عينيها من سباب شمس لها ثم اقتربت بخطواتها والأخرى تبتعد في موقف مهيب من
تلك الثائرة الذي لم يقدر أحدا عليها وكلما ابتعدت هي كلما زادت بخطواتها وهو يقف بذهول لم يعرف كيف يتصرف الآن ولم يجد حلا غير أن يجذبها من يدها ويخرج بها من المكان بأكمله ولكن قبل أن يصل إليها كانت تلك الرحمة تدفع شمس من صدرها وهي تردد 
انت هتقولي ايه يازفتة انت !
تعثرت قدماي شمس وفي لحظة وجدت حالها ترتمى داخل حمام السباحة من دفع رحمة لها مما أصاب ثلاثتهم بالذهول فلم تكن تتخيل أن يحتدم الموقف بينهم لتلك الدرجة ثم هدر بها ماهر 
انت عملتي ايه يامجنونة انت اهدي بقي أنا تعبت منك ومن أفعالك 
اتفضلي ياهانم نشفي لها جسمها ولبسيها الباشكير ده 
تثاقلت بيدها الممدودة فعلى صوته 
انجزي ياهانم مش شايفاها بتترعش قدامك من عملتك المهببة وعصبيتك اللي ملهاش مبرر 
انتفضت رحمة من عصبيته وشعرت الآن بخطئها وان غيرتها العمياء أوصلتها لتلك الدرجة من التصرفات غير مقبولة 
ثم نادى بعلو صوته على هانم التى هرولت على الفور وأتت إليه فطلب منها 
اعملي حاجة سخنة لشمس وهاتي لها أسبيرنة 
تحركت من أمامه كي تنفذ ماقاله والموقف أصبح مشاحنا بشدة وشمس قد أصابتها الكحة بشدة نظرت للمياه التي ابتلعتها ڠصبا 
ثم هبط ماهر لمستواها متسائلا إياها بنبرة حنون جعلت رحمة يجن چنونها 
انت كويسة ياشموش ولا ابعت اجيب لك دكتور حالا 
هزت رأسها وتحدثت بوهن 
أنا بخير يا أبيه متقلقش عليا 
ثم نظر إلى رحمة آمرا إياها
اتفضلي اعتذري لها حالا عن تصرفك الغير لائق بالضيف واللي حوصل دي ميتكررش تاني 
صمتت كثيرا وحزن داخلها من رده ولكنه اعاد عليها طلبه مرة أخرى
اتفضلي اعتذري لها يارحمة يا إما مش هيحصل طيب وانت حرة بقي 
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة ثم اقتربت منها وهي تشعر الآن بأنها أجرمت بحق 
اني متأسفة ياشمس 
ثم حملت حقيبتها وأولتهم ظهرها وقد انسدلت الدموع الحبيسة من مقلتيها دموعا تعني الكثير ماذا يريد منها ذاك الماهر 
كيف يريدها أن تتعقل الأمور وتوزنها وهو يسكن امرأة غيرها منزلها ولو موقتا !
كانت تخرج من المكان وهي تشعر بالخزى من حالها ومنه ومن الموقف أجمع 
أما هو سأل شمس مرة أخرى
انت زينة ولا حاسة بحاجة تعباكي 
أجابته بابتسامة
أنا بخير معلش روح لرحمة علشان انا اللي استفزتها في البداية لما هي حدفت لي الموبايل وأنا لو حسيت بحاجة هانم موجودة 
كأنها أعطته قارب النجاة فهو رأى عينيها تلمع بغشاوة الدموع مما جعل داخله يتأثر لحزنها ثم ابتسم لها وراق له تفهمها للموقف وهرول إلي الخارج ومن ثم لحق بها و جذبها من يدها قبل أن تدلف الي السيارة ثم شاهد دموعها الغزيرة التى قطعت داخله إلى أشلاء 
ثم وجد حاله يحتضن وجنتيها وهو يمسح دموعها بسبابته بحنو بالغ فهو رجل عاشق لتلك المتمردة ثم جذبها وقبلها من جبهتها كي يرضيها رغم حزنه من أفعالها ورغم أنها المخطئة 
فتمسكت هي بأحضانه وبكت بشدة مما جعله اهتز بحزن بالغ متأثرا بحالتها تلك ثم هدأها وهو يهمس بجانب أذنها
والله العظيم هحبك انت ومشايفش في
الدنيا غيرك انت ياحبيبتي ولا في حد يملى عيني غيرك يارحمة أرجوكي اهدى بقى وتعالي هوصلك وهبقى ابعتلك عربيتك ونتكلم في التليفون بالليل 
استجابت لما قاله فهي قد فقدت كل طاقتها فيما حدث الآن فأدخلها السيارة بحنو ثم صعد هو الآخر وأقفل الزجاج المانع لرؤيتهم ثم بدأ بالقيادة وبعد ذلك جذبها من
رأسها وأسندها على كتفه بحنو بالغ كي يشعرها بأنها أحضانها هي وهي المالكة لها وحدها لا أحدا غيرها 
وبعد عدة دقائق وصلا إلى بيتهم وقبل أن
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 93 صفحات