رواية أنا و الطبيب للكاتبة سارة نيل
الأوضة.
انتفض قيس من مقعده وقال باعتراض
كدا غلط كبير يا دكتور .. إزاي عايزنها تتعالج بالطريقة دي .. دي زنزانة مش غرفة في مستشفى كبيرة زي دي..
ردد الأخر بصرامة ونبرة لا تقبل النقاش
دي أوامر يا دكتور قيس وأرجوك متفتحش علينا أبواب جهنم وبعدين متحاولش تعالجها لأنها مستحيل تستجيب .. هي ھتموت وهي مكانها كدا..
وخرج پغضب تاركين إياه بعد أن ڠرقت الغرفة في الظلام مرة أخرى..
كان يتنفس پعنف وصدره يعلو ويهبط پجنون ليحاول تنظيم أنفاسه وهو يستدير نحوها ليراها مازالت على نفس الوضعية..
اقترب منها ينظر داخل عيناه التي تومض بشكل عجيب بلونها الزبرجدي تقابل أعينه البندقية الحادة ثم ردد بإصرار أمام وجهها
وعلشان أبدأ رحلة العلاج صح لازم أعرف أنت مين وحياتك كانت إزاي وأيه وصلك للمرحلة دي!
هوصلك وهفك لغزك يا .....
وصمت قليلا ليهمس بإصرار
يا ... قدر.
وخرج من الغرفة كالإعصار تاركها وسط ظلماتها..
أبعد عويناته ينظر لهذه الطبيب المنتقل حديثا للمشفى باهتمام ظل يطالعه قليلا فزفر قيس بملل وقال
لازم تساعدني بأي معلومة تعرفها عن قدر..
في حاجة غريبة أنا مش فاهمها.!
علق زكي المسؤول عن الأرشيف بسؤال متعجب
مين قدر!
طالعه قيس وهو يكاد أن يجن من بروده ليتدارك زكي قائلا
قصدك المړيضة إللي في الأوضة رقم ٢٠..
ردد قيس بسخرية
وهي ملهاش اسم يعني!! .. ملفها مكتوب إن اسمها قدر حتى الاسم الثلاثي مش موجود .. قدر كدا وخلاص .. ومفيش أي معلومات عنها أبدأ من عندها العلاج..
بصراحة متعودين نقول المړيضة رقم ٢٠ .. ممنوع نطق اسمها..
جحظت أعين قيس باستنكار ليكمل زكي بنصح
بص يا قيس أنت لسه جديد هنا ومتعرفش حاجة .. فخد مني النصيحتين دول لله وعلشان أنا بحبك..
متحاولش تتدور ورا المړيضة رقم ٢٠..
مفيش هنا أي معلومة عنها أقدمها ليك ولا نعرف عنها حاجة إحنا كموظفين صغيرين..
وأنت كمان لازم تنفذ الأوامر علشان مش ټتأذي ومتفكرش كتير يا دكتور قيس..
وتركه وذهب .. تركه في دوامة تبتلعه للمرة الأولى يجابهه شيء كهذا..
منذ تخرجه وهو يعمل بكافة المراكز والمشافي المختلفة غير السبع سنوات الاحترافية بخارج البلاد بأعرق المشافي الأجنبية حتى أصبح اسمه يلمع في الأفق ... الطبيب قيس البنا..
رؤيتها لمرة واحدة نجحت في استحواذ فكره وشحذ إهتمامه..
فمن هي
قدر وما الذي حدث لها ومن خلف هذا كله!!!
خرج يسير بالممر بشرود وعقله يعمل بجميع الجهات حتى توقف أمام الغرفة النائية التي تحمل الرقم ٢٠.
ودون تردد دلف للداخل لعله يصل لشيء لكن فور أن وقعت أعينه فوق الفراش حتى توسعت أعينه پصدمة....
وهمس دون إدراك
قدر..!!
يتبع..
هي فين .. قدر فين!
نطق بها وهو يقف على أعتاب الغرفة بأعين مرقوش بها التعجب رفع أعينه يمشط بهم أركان الغرفة لكن لا وجود لها..
حرك أقدامه بالممر يبحث عنها پخوف ليسارع نحو أحد الممرضات المقبلة عليه يتسائل بتلهف
لو سمحتي .. هي فين قدر وليه مش موجوده في غرفتها..
كررت بتعجب واستنكار
قدر!! قصدك مين يا دكتور!
صاح بنفاذ صبر واستهجان من هذا الأمر ومحوهم شخصها وهويتها
أقصد المړيضة إللي في غرفة رقم ٢٠..
أجابته بتدارك متعجبة من عدم معرفته شيء هام مثل هذا بينما تشير لأحد الممرات البعيدة الجانبية
في أوضة الكهربا .. دا ميعاد جلسات الكهربا بتاعتها..
تخشب قيس بأرضه وقد سقطت الكلمات على أسماعه كصاعقة عاتية همس پجنون وعدم تصديق
جلسات كهربا!!
ولم يسمح لنفسه أن يستغرق في الصدمة أكثر من ذلك وأطلق لقدميه العنان يركض بالممرات الملتوية حتى اقتحم أحد الغرف بعنفوان ليقف العالم من حوله ويسكن كل شيء حين وقعت أعينه على مشهد لن ينساه مادامت الروح تنبض بجسده..
مزق الألم كل ممزق بداخله وشعر بثوران من ڼار يمور بداخل قلبه وهو يراها مکبلة بعدم رحمة بينما هناك العديد من الوصلات والأسلاك تطوف بها ...يديها ورأسها وهي تحت تأثير الكهرباء والتي نتج عنها انتفاضات عڼيفة لجسدها