رواية جديدة بقلم سهام العدل
بعد يومين ومش هترضي بكده
تلك الكلمات كان ماينقص تلك الأنثى الجريحة لكي تنهي حياتها.. تسمع تلك الكلمات بروح تحوم في المكان وكأن آخر ماسمعت صوت سدن التي تصرخ في عمتها مستحيل يكون عندك قلب
الفصل_الثامن
وأخيرا صدح أذان الفجر في الأرجاء بعد ليلة طويلة مرت كل دقيقة منها ټحرق روحها في ذلك المنزل الذي تيقنت أخيرا بعد مرور سبعة وعشرون عاما أن ليس لها مكان فيه ولاتنتمي إليه تلك الحقيقة التي تناستها كثيرا منذ أن عرفت بحقيقة نسبها المجهول تلك الحقيقة التي تجاهلتها مقابل أن تنعم بدفء أسرة منحتها الكثير ولكن كل تلك المنح سلبت منها في أشد الأوقات حاجة لها ولكن ماعليها سوي أن ترضخ لذلك الواقع المؤلم وذلك الوصمة التي لازمتها مدى الحياة.
أجابها متسائلا إيه ياغصون اللي موقفك كده ورايحة فين
ذلك الذي لم تحسب له بالا وهو عودة فتحي من صلاة الفجر في ذلك الوقت ولكنها رفعت عينيها فيه مجيبة ماشية ياأبا
ابتلع ريقه ببعض الحرج ورد عليها طب يابنتي النهار له عنين إيه اللي يمشيكي ف وقت زي ده
تنحنح بقدر من الحرج وقال مش عايزك تزعلي ياغصون يابنتي أنتي عارفة إنك عندي زي بنت من البنات بس الدنيا مبتفضلش على حال وأنتي ربنا يصلح حالك ارجعي لجوزك وعيشي.. الواحدة ملهاش غير بيتها
ابتلعت تلك الدموع العالقة وردت عليه پقهر متشلش همي أنت كتر خيرك ع اللي عملته معايا طول العمر.. بس خلي بالك من إخواتي ... ثم استكملت طريقها بدموع وهموم تتكدس على صدرها بثقل الجبال.
اقترب منها أمها بقلق تسألها أنتي تعبانة ياحبيبتي
ردت عليها بلهجة صارمة أيوة يامامي تعبانة
تحسست أمها جبينها بلهفة إيه اللي تاعبك
ياقلب مامي.. قومي نروح لل
قاطعتها جني بصرامة حياتنا يامامي حياتنا اللي تعباني
ذهلت ياسمين في البداية وبعد أدركت ما تقصده ابنتها فجلست على طرف فراشها وسألتها بهدوء وإيه اللي تاعبك في حياتنا ياجني
أجابتها ياسمين بحزم إيه اللي ناقصك في حياتك ياجني أظن أنا مقصرتش ف حاجة
ردت جني پقهر بابي اللي ناقصني
تنهدت ياسمين بذلك الۏجع الذي لا يفارقها وقالت بقوة مزيفة أظن أنا ممنعتش بابي عنكم بيكلمكم كل يوم وبيجي يقضي معاكم نهاية الأسبوع
ردت عليها جني بإستنكار آه اليوم اللي حضرتك بتتعمدي مترجعيش فيه غير لما تتأكدي إن بابي مشي
نهضت ياسمين وقالت بصرامة أنا حرة اتصرف زي ماأحب وأظن اللي بيني