الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية جديدة بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 31 من 130 صفحات

موقع أيام نيوز

رجعت لك ياسعد هيبقى المۏت أهون عليا وهحصل أمي وابني اللي اتحرمت منه 
تلك الجملة الأخيرة كانت بمثابة دلو من الماء المثلج الذي ألقى فوق رأس ياسر شعر برعشة تتملك من أوصاله وهو يرى تلك الفتاة معلقة بحبل سميك في سقف غرفة ما تهرب يائسة من حياة كرهتها ورأت أن ليس وجودا فيها ونفس المشهد الذي يطارد نومه وصحوته يتكرر أمام عينيه ولم يشعر بنفسه إلا وهو ينقض على سعد ممسكا إياه من قميصه ويقول بعصبية موجها كلامه لآسر روح هات أقرب مأذون ياآسر... ثم وجه حديثه لسعد هادرا پعنف لو مطلقتهاش النهاردة هتكمل بقية عمرك في السچن
يرتشف قهوته على تلك المائدة الصغيرة تحت أنظار أمه التي لا تملك في ذلك العالم غيره بعد ۏفاة زوجها منذ عدة سنوات تلاحظ عليه العبوس منذ أن عاد من عمله مبكرا ليلة أمس وعلى غير عادته لا يمازحها ولا يفتح معها المواضيع المختلفة ككل يوم ولم يسألها حتى إن كانت تناولت أدويتها أم لا تشعر بالهم الذي يقطر من ملامحه ولكنه لم يحكي أشهر عديدة مرت وهي تشكر الله كل صلاة على تغير حال ابنها للأفضل من بعد أن كان يسهر ويلهو كل مساء ولم يوجعها سوي أنه لم يتغير إلا من بعد أن خسر تلك الفتاة التي أحبتها كأبنتها وأكثر كانت تعد الأيام حتى يعقد عليها ويتزوجها ويكون أسرة ويستقر ولكن تبدل الحال بين يوم وليلة ورفضته دون رجعة ورغم الحزن الذي عاشه بعد فراقها ولكنه كان يظهر التماسك إلى حد كبير أما تلك الحالة التي هو عليها منذ الأمس لم تره عليها قط سوي عند ۏفاة والده.
نظرت له نظرة طويلة بتفحص ثم سألته بعتاب كده يادكتور.. هانت عليك ماما كده من امبارح مسألتش عنها ولا جيت تحكي معايا لحد

ماأنام زي كل ليلة
تنهد بۏجع ثم أجابها بصوت منخفض مبقاش عندي قدرة ع الكلام ياأمي
أمسكت يده بحزن وسألته بقلق سلامتك يا يوسف مالك ياحبيبي حصل إيه لكل ده
رد عليها يوسف وعيونه تحمل المعنى الأمثل للإنكسار وأخيرا يا أمي وبعد شهور طويلة قدرت اتكلم معاها امبارح 
قالت أمه بتلقائية يمني!!
هز رأسه وهو شارد وقال أيوة يمني يمني اللي كانت بين إيديا حلم جميل وفوقت ف بعدها على كابوس يمني النور اللي نور حياتي وهي خارجة منها طفيته للأبد يمني أجمل زهرة شوفتها ودبلت بإهمالي وتهوري وأنانيتي
ثم نظر لأمه بعيون دامعة واستكمل خسرتها ياأمي خسرتها للأبد
أدمعت عيناها على حال ابنها وقالت مفيش مستحيل يايوسف وبكرة الأيام هتداوي وهترجع تنور حياتك زي زمان 
هز رأسه بالنفي وقال بندم خلاص ياأمي مبقاش فيه أمل.. بعد اللي يمني شافته وعرفته مستحيل ترجع
تساءلت أمه شافت وعرفت إيه 
رد عليها بحزن تملك من كل إنش به شافت فيديو ليا مع واحدة من اللي كنت اعرفهم بعتته لها وده السبب في فسخ الخطوبة 
تنهدت الأم بحزن على حال ابنها وقالت ده نصيب يابني في الأول والآخر وده غلطك اللي ياما حذرتك منه 
رد عليها بإندفاع بس أنا خلاص رجعت عن الطريق ده ومستعد اخلص لها طول العمر مستعد اعمل اي حاجة عشان تغفر وتسامح 
ردت عليه الأم بتساؤل محمول بالعتاب وعملت إيه يايوسف عشان ربنا يغفر ويسامح عارف المشكلة في إيه يا يوسف.. المشكلة انك بتسعي وتحارب ورا رضا عبد من عباده ومستعد تعمل أي حاجة عشان يمني ترضى ونسيت تتوب توبة نصوحة وتسجد بين إيديه وتطلب عفوه ورضاه نسيت تعترف بمعصيتك وتقصيرك في حق رب العباد وجريت تترجى وټندم لعبد من عباده اتقرب منه يايوسف وتوب له واطلب عفوه وهو هيصلح لك كل أموركيا يوسف من أصلح مابينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته ومن اهتم بأمر آخرته كفاه الله أمر دنياه وآخرته واعرف انه سبحانه وحده هو اللي قادر يغير القلوب والأحوال وتوكل عليه بس واقعد أتعجب من تدابيره 
فرك يوسف جبينه بتعب وشعر بالندم على مااقترفه وأن كل ماتفوهت به أمه صحيحا هو بالفعل شعر بالندم تجاه يمني ولم يشعر بالندم تجاه الله سبحانه وتعالى وعليه من
30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 130 صفحات