الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية جديدة بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 36 من 130 صفحات

موقع أيام نيوز

مبادلتها له أن ينتهي كل هذا في لحظة ڠضب أو أنانية من إحداهما بعد هذه الفترة التي ابتعد كل منهما عن الآخر اقتنعا تماما ان لا سعادة لأحد منهما دون الآخر.
توقفت عن الحديث والطعام ونظرت له وهو شارد فيها وقالت إيه يامراد إيه رأيك في اللي قولته.. ولا أنت مش معايا 
ابتسم وقال لها بعشق أنا اكتشفت إن أنا منفعش غير إني أكون معاكي
ابتسمت بخجل وردت بحب وأنا كنت ضايعة من غيرك... ثم أكملت بس مجاوبتنيش الحل إيه
التقط بعض الطعام بالملعقة وتناوله ومضغه قليلا ثم أجابها اللي فهمته منك إن غصون دي مأساة كبيرة بس وجودها الدائم معاكي في البيت مش حل 
أومأت بموافقة وقالت أيوة بس إسمها معانا لأنك راجع معاياثم هي نفسها إنسانة حساسة وخجولة جدا وطول الوقت بتطلب تمشي ومش واخدة راحتها وعلى الرغم إن ممكن أعطيها شقة من شقق العمارة تقعد فيها ولكن خاېفة عليها تعيش لوحدها وخصوصا إني طردت جوزها من الشقة اللي كان فيها يعني ممكن يتعرض لها ف أي وقت ولا يأذيها وفي نفس الوقت مبقاش ينفع تعيش معانا وأنت معايا 
غمز لها وهو يبتسم وسألها غيرانة عليا 
ابتسمت ثم نفت قائلة من غصون لاء بس في نفس الوقت مش هكون مرتاحة
فكر قليلا وقال طب مافيه حل مناسب تبقى قريبة منك ومستقلة عنك في سكن خاص 
تحمست قائلة طب الحقني بيه 
رد بتفكر الأوضتين اللي ف الجنينة اللي صالح كان عايش فيهم بأولاده قبل مايمشي 
أجابته بذهول عم صالح البواب.. مش معقول يامراد
رد عليها بتفهم مش معقول ليه ياحياتي نجيب حد يروقهم كده ونشوف محتاجة إيه فيهم وتقعد فيهم ولو حبت تشتغل زي مابتقولي تنزل معاكي الشغل وترجع معاكي .
ردت ببعض الإقتناع ماشي خلصت من مشكلة غصون.. طب والباقي
سألها مين الباقي 
ردت بتنهيدة وحزن الباقي كتير.. زي بنتك مثلا.. اللي بقيت حاسة اني فقدت احترامي وهيبتي عندها وده صغرني في نظر نفسي .. حتى رجوعك حاسة انه مش هيرجع الحلقة اللي انفقدت بينا.. ولا فادي اللي بيديني بنظراته وانعزاله وانطوائيته اللي بقوا ھيقتلوني ومش عارفة أخرجه منهم أنا حاسة إني عاجزة 
مد يده ليتقط كفيها بحنان وقالاطمني.. الأمور أبسط من كده يا ياسمين ومفيش عجز وأنا جمبك مشاكل الأولاد بسيطة.. إنتي عارفة جني وشخصيتها وبمجرد رجوعنا سوي كل حاجة هتتحل انا كمان مسئول زيك عن حالتهم دي وبحس بالذنب زيك بالظبط أنا معترف إني كنت بعيد حتى وأنا معاهم ومعرفتش ده غير لما عشت لوحدي كل اللي مطلوب منك انك تسانديني واساندك لحد ما كل حاجة تتعدل 
أومأت بإبتسامة وردت ربنا مايحرمني منك يامراد ولا من وجودك جنبي 
أجابها بحب ولا يحرمني منك ياقلبي بس اقولك حاجة ومتزعليش 
أومأت بموافقة فاستكمل من حق الولاد يتمتعوا ببعض الخصوصية جني ثانوية عامة ومتوترة وفادي مبيحبش الدوشة والبيت طول اليوم مبيفضاش ودي حاجة مضيقاهم
ضيقت عينها اليسرى ورفعت الحاجب الذي يعلوها وقالت دول بقى شاكيين لك 
أجابها بنفس نظرتها مش بالظبط بس اعتبريها كده.. إحنا اتفقنا مش هتزعلي
سحبت يدها واسندت ظهرها للكرسي وقالت وإيه يزعلني.. أهم حاجة عندي راحة ولادي يامراد.. بس أنا اعمل إيه ظروف ياسر تعباني ومقدرش اتخلى عنه وخصوصا إن ماما أخلت مسئوليتها عن ولاده وده شيء مأثر فيه جدا رغم انه معترفش بده.. مقدرش اشوفه كده ومقفش جنبه وآسر بيجي كل يوم يساعدني في الأولاد ويلعب معاهم 
هز رأسه بموافقة على حديثها ثم قال عندك حق ياسر الكام مرة اللي شوفته فيهم بعد مۏت صبا اتألمت جدا أما شوفته رغم انه بيمثل أنه طبيعي وعلى نفس قوته بس أنا عارف كويس إنه انهزم وانكسر بمۏتها بس ماما كبرت برضه يا ياسمين ومتقدرش لحمل الأولاد 
أجابته بحزن ماما طول عمرها يامراد مبتحبش تشيل مسئولية حتى وإحنا أطفال سافرت وسابتنا لمربية كان أقل مايقال عنها عديمة القلب تتحكم فينا وأما كبرنا كان كل واحد فينا بدأ يعتمد على نفسه في أمور الحياة وأخواتي كانوا بيكتفوا منها بالفلوس اللي كانت بتعطيهالهم عشان يدرسوا ويكفوا احتياجاتهم وعلى الرغم من كده انا مشفقة عليها لان بابا سابها

وهي في عز شبابها وده شيء
35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 130 صفحات