الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية جديدة بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 42 من 130 صفحات

موقع أيام نيوز

ياسر لأخيه وقال أعتاب الحب ياآسر لو عايزها حدد ميعاد مع والدها وانا هآجي معاك نخطبها
شعر آسر بسعادة وقال متحرمش منك يا أحلى أخ ف الدنيا عقبال عندك أنت كمان اما تلين كده وتفكر
عبس وجه ياسر وقال احنا مش اتفقنا محدش يفتح الموضوع ده تاني.. شوف انت موضوعك وخد قرارك وانا معاك في اللي تعوزه 
عاد آسر وقبل رأس أخيه وقال ربنا يخليك ليا ياياسر ومش عايزك تزعل مني
ربت ياسر علي كتفه بحنان وقال يطمئنه مش زعلان ياحبيبي ربنا يسعدك.. وياللا عشان متتأخرش على شغلك 
تجلس بتوتر ورهبة غريبة لم تشعر بها من قبل رغم كل الصعاب التي مرت بها ولكنها اليوم في حالة توتر غريبة لا تعلم ماهيتها لا تعلم هل اتخذت القرار الصائب عندما وافقت ياسمين علي طلبها أم أخطأت لا تنكر أنها كانت على أتم الإستعداد لأي عمل يجلب لها مصدر رزق حلال إلا أن تعمل في منزل رجل أعزب وعلى الرغم أن ياسمين أخبرتها أنه دائما في عمله وعند عودته سينتهي يومها وتعود للمبيت في مسكنها ولكن مجرد قرب ذلك الرجل من المكان التي تتواجد فيه يوترها ويفقدها القدرة على النطق.. ترى أن له هيبة ورهبة منذ التقته أول مرة عندما أتى لفحص جرحها في منزل أخته وهي نفس المرة الذي أنقض على زوجها السابق مرغما إياه على طلاقها وكان هو السبب في تحريرها من ذلك السچن الذي عاشت فيه لسنوات.. منذ حينها وهو له منزلة خاصة لديها أجبرتها على احترامه ولكن جموده ونظراته اليابسة المضادة تماما لأخيه آسر جعلتها تخشاه دائما...علي عكس آسر الذي أصبح وجوده مصدر سعادة لها كالطفلين تماما وهذا نجح فيه آسر بجدارة وهو أن يشعرها أنها من ضمن عائلته بمزاحه الدائم معها بسؤاله الدائم عليها والإطمئنان عليها عبر الهاتف وعرضه دائما المساعدة إن احتاجت لشيء حتى اطمأنت له وشعرت ولأول مرة في حياتها بشعور الأخوة التي افتقدته دائما...كما شعرت بالأمومة وهي تحتضن الصغار كل يوم وتنظر لهم بعيون أم مشتاقة محبة.
تصلي كل ركعة وتسجد شاكرة لله على العطاء بعد الحرمان وعلى النعم من حولها من مأوى يأويها وأسرة تساندها وعمل يجلب لها رزقا بعدما كانت تظن وهي خارجة من الدار التي تربت فيها أنها ستسكن الأرصفة وتتسول في الشوارع لتطعم نفسها تحمده كل ليلة على كرمه العظيم عليها وعلي الرغم من حرمانها عوضها بعوضه الجميل لا تنكر أنها كثيرا ماتبكي على حرمانها من أن تكون أما ولكن سرعان ما تنسى عندما ترى هذين الطفلين اللذان فقدا أمهما...وكأن الله وضع عوضه لهما في قلبها الذي تعلق بهما بطريقة چنونية وجعل قربهما بلسما لها على چرح حرمانها الأبدي وكان هذا هو السبب الرئيسي في موافقتها على طلب ياسمين أنها تحتاجهم كما يحتاجونها تماما.
لم تشعر بدخول آسر عليها في تلك اللحظة ولم تنتبه إليه إلا بعد أن حدثها قائلا مالك ياغصون..

قاعدة وشك أصفر ومتوترة ليه
أجابته بخفوت مفيش.. بس المكان لسه جديد عليا
ابتسم لها يطمئنها مټخافيش.. هتتعودي وهتحبي المكان هنا أوي ولو احتجتي أي حاجة كلميني
ابتسمت له وردت حاضر.. متشكرة أوي
ودعها قائلا طب سلام ياجميل عشان عندي شغل 
ابتسمت له وقالت ربنا يسلمك من كل شړ وذهب آسر لتتفاجأ بدخول ياسر عليها فعاد لها التوتر وشحب وجهها وزادت نبضاتها بشكل مبالغ.
جلس ياسر علي الكرسي المقابل لها فنظرت أرضا تستمع إلى حديثه الذي بدأه قائلا شوفي ياغصون أنا وافقت انك تيجي هنا عشان خاطر يزيد ويزن محتاجين رعاية واهتمام وانا اغلب اليوم مشغول اتمنى انك تكوني عند حسن ظن الجميع وتهتمي بهم وتراعيهم
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت إن شاء الله
أكمل حديثه قائلا هاتي تلفونك
توترت بعض الشىء لطلبه ولكنها لم تجادله وفتحت حقيبتها الصغيرة التي بجوارها واعطته الهاتف.. فتحه وبعد أقل دقيقة أعطاه لها قائلا أنا سجلت رقمي عندك وبعت رقمك ليا وتلفونك حاليا متصل انترنت من البيت في اي وقت الأولاد احتاجوا حاجة تكلميني فيه أي مشكلة تكلميني تمام
ردت عليه بخفوت تمام
أكمل حديثه قائلا بصرامة البيت زي ما هتشوفيه دلوقتي دورين.. الدور اللي فوق مخصص لغرف النوم وكل أوضة
41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 130 صفحات