الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية جديدة بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 58 من 130 صفحات

موقع أيام نيوز

وجهك عني فالشمس تشرق من عيناكي
ظلت تتمعن

الصورة وما كتبه تعقيبا عليها أكثر من مرة غير مصدقة عيناها تتعجب هل هو حقا مغرم بها لهذا الحد ولكن أوقف حيرتها رسالة نصية منه يسألها بذمتك مش حرام الظلم ده
تعجبت من سؤاله ولكنها كانت ترفض أن ترد عليه وبعد أقل من دقيقة لم تستطع وأد فضولها وسألته ليه أنا عملت إيه
أجابها في التو أخدتي جمال الكون كله ومسيبتيش للبشر حاجة
احمرت وجنتيها خجلا وكأنه يراها ثم رفعت يدها تضعها على قلبها لعلها تستطيع تهدئة نبضاته التي ترتفع صوتها وتتسارع ولكنها خشيت التمادي معه لأنها سيأتي اللحظة التي ستصحو من ذلك الحلم على ۏجع كبير ېحرق روحها فأرادت حسم ذلك وسألته ممكن أفهم عايز إيه 
أجابها سريعا عايز أشوف الشمس وهي بتشرق كل يوم وأرسل مع تلك الرسالة صورة لعينيها فقط قد اقتصصها من إحدي الصور.
احتل العبوس وجهها مكان الابتسامة كما احتل الحزن قلبها مكان السعادة وتملك الخۏف منها من خوض تلك التجربة التي تعلم أنها لن تبوء إلا بالفشل وبعد أن كانت ستجيبه قررت غلق ذلك الباب نهائيا فهي لن تحتمل أي خذلان في حياتها بعدما يعرف حقيقتها.
على الجانب الآخر هو يجلس ينتظر ردها فلقد حقق حلمه بعد طول انتظار لقد التقاها اليوم بعدما كان يلتقيها فقط في أحلامه لمدة عام لقد سانده القدر اليوم وساعده في أن يحادثها ويلتقط لها تلك المجموعة من الصور التي هي بالنسبة له أكبر إنجاز في حياته كما اطمأن قلبه أن قلبها خالي من غيره ولا بد أن يملؤه به هو فقط وهو متيقن أن حبه وعشقه لها سيجعلها تبادله ذلك عن قريب.
ينظر للهاتف عدة مرات ولكنه لم يجد ردا لذا كتب إليها إيه مش هتحني عليا وتخليني اتمتع كل يوم بالشروق ولكن عندما ضغط لإرسالها وجد رسالة لا يمكنك الإرسال لتلك الجهة فقد قامت بحظرك
نهض يزفر بخيبة ويقول ليه كده ياسدن مصممة تبعدي المسافات مابينا.. بس أنا لازم هوصلك
ثلاث ساعات وهي تجلس بين أحضان أختها تبكي منذ أن رأته والدم يغطي وجهه بالكامل قبل أن يدخل غرفة العمليات لم تكن تعلم أن مازالت تحمل له كل ذلك الحب إلا حينها عندما شعرت أن تلك الچروح التي رأتها في قلبها وتلك الډماء ټنزف داخلها لم تشعر بنفسها وهي ترتمي عليه تحتضنه وتناديه يوسف.. يوسف.. رد عليا يايوسف.. طمني انك بخير.. قول أي حاجة
حينها انحنت ياسمين تجذبها قائلة بحزن مينفعش كده يا يمني.. سيبيه خليه يدخل العمليات وادعيله
حينها نهضت تنظر بتوسل لياسمين وتسألها هيعيش ياياسمين صح.. قولي أنه هيعيش
هزت ياسمين رأسها وأجابتها بدموع هيعيش ياحبيبتي هيعيش
في نفس اللحظة قال أحد رجال المستشفي الذي يدفعه على تلك السرير المحمول لو سمحتى ياآنسة ابعدي خلينا نشوف شغلنا 
فجذبتها ياسمين جانبا حتى يستطيع هؤلاء الرجال المرور به بينما يمني أنزلقت من بين يدي ياسمين تجلس باكية على الأرض ومازال دماء وجهه تلطخ صدر فستانها التي جاءت به مهرولة.
وبعد قليل من الوقت كانت قد إستطاعت ياسمين اصطحابها إلى إحدى الإستراحات القريبة من غرفة العمليات وتهدأتها قليلا ولكن مازاد الأمر سوءا هو قدوم ياسر بوجه عابس يخبرهم قوية كده يايمني عشان يوسف اما يخرج محتاج اللي يسانده ويقويه وأنا هروح اخلص الإجراءات مع أهل يوسف عشان والدته تخرج
هزت رأسها بحزن وشددت من احتضان ياسمين واستمرت في البكاء وها قد مر ثلاث ساعات من دخوله ولم يخرج أحد يطمأنها وفجأة فتح باب الغرفة وخرج الطبيب ومعه إحدى الممرضات 
الفصل_السادس_عشر
منذ أسبوع وهو يحاول جاهدا على عدم الإختلاط بها رغم الڼار التي تتأجج في صدره كلما تذكر مافعلته به وغدرها به والتقليل منه كلما يتذكر ذلك تسول له نفسه أن يأخذ سکينا ويذبحها حتى يرى دماءها تسيل فتبرد ذلك الڼار التي تحرقه كل لحظة كان يظن أنه سيستقر ويؤسس بيتا سعيدا بعدما نجح في عمله وينشئ أسرة ويعيش إنسانا طبيعيا يعمل نهارا ويعود مساء يجلس مع زوجته يحكي لها ماحدث في يومه ثم يتمتع بها بالحلال بعدما كان يهرب أغلب لياليه اليائسة عندما كان يشعر بالفشل والعزيمة إلي الأماكن
57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 130 صفحات