الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية جديدة بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 62 من 130 صفحات

موقع أيام نيوز

انتهت من رسم تلك اللوحة التي استغرقت منها جهد كبير حتى تنهيها فاللوحة تلك المرة لعائلة كاملة جد وجد وأبنائهما وأحفادهما طلب منها رسمها أحد الأبناء الذكور كهدية لوالده في عيد ميلاده السبعين لوحة تضم خمسة عشر فردا كل منهم بملامح مختلفة وتعابير وجه مختلفة ولكنها رسمتها بكل حب وتعايشت مع ذلك الدفء الذي تحتويه الصورة المقرر عليها رسمها ابتسمت وهي تنهيها بإمضائها الصغير ككل مرة تنهي فيها لوحة ترسمها والحقيقة أن تلك اللوحة لها الفضل عليها في أنها شغلت وقتها وتفكيرها عن ذلك عمران التي باتت ترى نظرته وإبتسامته في أحلامها وها قد مر أسبوع على لقائهما يوم زفاف سدرة ذلك اليوم الذي أغرقها بإعجابه ونظراته ومازالت كل ليلة تتفحص تلك الصور التي التقطها لها وكل كلمة خطاها في وصف كل صورة وتنام على أمل أن تلقاه في أحلامها ولكنها في الواقع قطعت كل وسيلة يستطيع منها أن يصل لها فهو في الواقع الحلم المستحيل
طرقات على باب غرفتها أفاقتها من شرودها فاعتدلت وردت بهدوء ادخل
تفاجأت به عندما وجدته والدها فنهضت تقول بتعجب بابا!
اقترب منها والدها ومسح بيده على ذراعها ببعض الحنان وقال إزيك ياسدن طول الوقت كده حابسة نفسك في أوضتك
ابتسمت له بمجاملة وردت عليه كنت مشغولة يابابا كان عندي لوحة عايزة اخلصها وكمان هخرج اقعد مع مين ماخلاص بقيت لوحدي
إبتلع والده ريقه بتوتر فهو يعلم مقصدها ولكنه أراد تغيير مسار الحوار فقال أنتي كمان بكره تسيينا زي سدرة وتروحي بيت جوزك ويبقى لك حياتك
رفعت يدها تتحسس موضع ټشوهها وترد عليه بإستنكار جواز إيه بس يابابا.. ومين هيتجوز واحدة مشوهة زيي
مسح على شعرها بحنان وقال أنتي ست البنات ومفيش في جمالك واللي بتقولي عليه ده حاجة بسيطة ومش عائق ولا حاجة وكمان ياستي أنا جاي أعرفك إن فيه واحد متقدم لك شافك في فرح أختك وعجبتيه وسأل على عنوانك وهيجي النهاردة تشوفيه وتقعدي معاه 
تعجبت سدن مما قاله فردت عليه إيه اللي بتقوله ده يابابا هو سلق بيض وكمان انا مش هقعد مع واحرج نفسي واستعطفه واقوله اني بيا كذا وكذا وياريت تقبلني بعيبي 
رد عليها الأب بهدوء يابنتي انتي ليه مكبرة الموضوع.. اقعدي معاه وشوفيه لو عجبك انا هبقي اعرفه وافق كان بها موافقش يبقى سكة السلامة 
ردت عليه سدن ولو معجبنيش 
أجابها يبقى لا هنقول ولا نعيد إنما الشاب شكله ابن ناس ومحترم وبيقول أنه تعب لحد ماعرف طريقك ومتمسك بكي ويمكن ده اللي ربنا كاتبهولك.. بس عشان خاطري قابليه وخليني اطمن عليكي انتي كمان
ردت سدن بخفوت حاضر يابابا 
ابتسم الأب بإرتياح حضرلك الخير يابنتي ربنا يسعدك ثم تركها وخرج.
جلست هي في حيرة من أمرها كيف لها أن تجلس مع شخص لا تعرفه وتستعطفه

في أن يقبل بتلك الوصمة التي ټشوهه وجهها ولكنها ستجلس معه مرضاة لوالدها ثم ترفضه بسبب عدم الإرتياح.
مدت ياسمين يدها تنزع حجابها وتمسح على شعرها بتوتر من فرط ذهولها مما سمعته من أخيها لم تكن تصدق ماسمعته لو كان من غيره ولكنه هو صاحب تلك المصېبة هي التي دائما ما تحل الأمور بشكل سلمي مصعوقة من هول ما سمعت كيف واتت تلك الفتاة الجرأة لخداع أخيها بهذه الطريقة وتقتل فرحته وتكسر رجولته ېتمزق قلبها على حال أخيها وهيئته التي ضعفت من أسبوع وعينيه التي بدا عليهما السهر والتفكير الشديد ولكن الرحمة بداخلها تبحث لتلك الفتاة على أي عذر يشفع لها كيف تستطيع تهدئة أخيها به فقالت تحاول التحكم في انفعالاتها أنت عملت الصح ياآسر إنك معرفتش أهلها حاجة والسر ده لازم يفضل بيننا إحنا الثلاثة للأبد وقرارك صح كام شهر وانفصلوا بهدوء من غير شوشرة وفضايح
تنهد بحزن وقال وهو ينفث دخان سيجارته المشكلة اني مش قادر أعيش معاها في نفس المكان ياياسمين مش قادر اتنفس نفس الهوا اللي بتتنفسه مش طايقها وطول الوقت جوايا هاجس اني اقوم اعمل فيها حاجه ابرد الڼار اللي قايدة جوايا لدرجة اني بقيت اخاڤ نفسي لارتكب فيها چريمة 
تملك الخۏف منها وقالت بتوسل أرجوك يا آسر بلاش اوعي ياحبيبي هتودي نفسك في داهية وټحرق
61  62  63 

انت في الصفحة 62 من 130 صفحات