رواية جديدة بقلم سهام العدل
انتهت من رسم تلك اللوحة التي استغرقت منها جهد كبير حتى تنهيها فاللوحة تلك المرة لعائلة كاملة جد وجد وأبنائهما وأحفادهما طلب منها رسمها أحد الأبناء الذكور كهدية لوالده في عيد ميلاده السبعين لوحة تضم خمسة عشر فردا كل منهم بملامح مختلفة وتعابير وجه مختلفة ولكنها رسمتها بكل حب وتعايشت مع ذلك الدفء الذي تحتويه الصورة المقرر عليها رسمها ابتسمت وهي تنهيها بإمضائها الصغير ككل مرة تنهي فيها لوحة ترسمها والحقيقة أن تلك اللوحة لها الفضل عليها في أنها شغلت وقتها وتفكيرها عن ذلك عمران التي باتت ترى نظرته وإبتسامته في أحلامها وها قد مر أسبوع على لقائهما يوم زفاف سدرة ذلك اليوم الذي أغرقها بإعجابه ونظراته ومازالت كل ليلة تتفحص تلك الصور التي التقطها لها وكل كلمة خطاها في وصف كل صورة وتنام على أمل أن تلقاه في أحلامها ولكنها في الواقع قطعت كل وسيلة يستطيع منها أن يصل لها فهو في الواقع الحلم المستحيل
تفاجأت به عندما وجدته والدها فنهضت تقول بتعجب بابا!
اقترب منها والدها ومسح بيده على ذراعها ببعض الحنان وقال إزيك ياسدن طول الوقت كده حابسة نفسك في أوضتك
ابتسمت له بمجاملة وردت عليه كنت مشغولة يابابا كان عندي لوحة عايزة اخلصها وكمان هخرج اقعد مع مين ماخلاص بقيت لوحدي
رفعت يدها تتحسس موضع ټشوهها وترد عليه بإستنكار جواز إيه بس يابابا.. ومين هيتجوز واحدة مشوهة زيي
مسح على شعرها بحنان وقال أنتي ست البنات ومفيش في جمالك واللي بتقولي عليه ده حاجة بسيطة ومش عائق ولا حاجة وكمان ياستي أنا جاي أعرفك إن فيه واحد متقدم لك شافك في فرح أختك وعجبتيه وسأل على عنوانك وهيجي النهاردة تشوفيه وتقعدي معاه
رد عليها الأب بهدوء يابنتي انتي ليه مكبرة الموضوع.. اقعدي معاه وشوفيه لو عجبك انا هبقي اعرفه وافق كان بها موافقش يبقى سكة السلامة
ردت عليه سدن ولو معجبنيش
ردت سدن بخفوت حاضر يابابا
ابتسم الأب بإرتياح حضرلك الخير يابنتي ربنا يسعدك ثم تركها وخرج.
جلست هي في حيرة من أمرها كيف لها أن تجلس مع شخص لا تعرفه وتستعطفه
في أن يقبل بتلك الوصمة التي ټشوهه وجهها ولكنها ستجلس معه مرضاة لوالدها ثم ترفضه بسبب عدم الإرتياح.
مدت ياسمين يدها تنزع حجابها وتمسح على شعرها بتوتر من فرط ذهولها مما سمعته من أخيها لم تكن تصدق ماسمعته لو كان من غيره ولكنه هو صاحب تلك المصېبة هي التي دائما ما تحل الأمور بشكل سلمي مصعوقة من هول ما سمعت كيف واتت تلك الفتاة الجرأة لخداع أخيها بهذه الطريقة وتقتل فرحته وتكسر رجولته ېتمزق قلبها على حال أخيها وهيئته التي ضعفت من أسبوع وعينيه التي بدا عليهما السهر والتفكير الشديد ولكن الرحمة بداخلها تبحث لتلك الفتاة على أي عذر يشفع لها كيف تستطيع تهدئة أخيها به فقالت تحاول التحكم في انفعالاتها أنت عملت الصح ياآسر إنك معرفتش أهلها حاجة والسر ده لازم يفضل بيننا إحنا الثلاثة للأبد وقرارك صح كام شهر وانفصلوا بهدوء من غير شوشرة وفضايح
تملك الخۏف منها وقالت بتوسل أرجوك يا آسر بلاش اوعي ياحبيبي هتودي نفسك في داهية وټحرق