رواية ياسين
انت في الصفحة 1 من 10 صفحات
الحلقه الاولى
ياسيم
ياسمين الهجرسى
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
فى مثل هذا الوقت من يناير يكون الطقس شديد البروده كما هو معتاد في فصل الشتاء أرادت أن تختلى بنفسها قليلا لتستمتع بهدوء الأجواء الليليه أرتدت مأزر ثقيل وولجت لشرفتها وحين تجاوزت الباب حتى لفح وجهها رياح بارده..
وما هي إلا لحظات وتساقط على وجهها بعض قطرات المطر.. مما جعلها ترفع رأسها الى السماء استمتاعا برائحه المطر التي تعشقها..
ظلت تدعو وتناجي ربها هاتفه
ياكاشف الهم فرج همي ويسر امري وأرحم ضعفي وقله حيلتي
يا هادي القلوب اهدي قلبي.. يا مغيث أغثني يا مغيث ظلت تكررها.... انهمرت دموعها أكثر حتى اختلطت بحبات المطر...
جففت وجهها ودلفت الى الداخل وهي ترتجف من البرد... ذهبت إلى غرفه الحمام أبدلت ملابسها وصعدت إلى فراشها لكي تغفو.. ولكن لمن يأتى النوم .. النوم لخالى البالى نعمه..
حالة من الأرق تسيطر عليها.. تتقلب يمين يسار يعاندها النوم أن يزورها.. تحاول أن تغمض عينيها ولكن لا سبيل فى أن يطيعها.. لم يذق جفنيها طعما للنوم....
مسحت على وجهها أكثر من مره لتبعد صورته من أمامها.. وجهه يداهمها كلما اغمضت مقلتيها.. وصوتة الأجش وهو يطمئن عليها وقت الحاډث لا يخرج من أذنها...
سحبت وسادتها ټحتضنها بحالميه
هي لا تعلم متى أصابها الحب... ولا كيف اخترق قلبها وتغلغل داخل مشاعرها... ليحتل عقلها.. هي فقط دقائق أو حتى ثواني التي جعلت كيانها أسير له.....
هي ترى كل يوم أوجه كثيره بسبب عملها ولكن هو الوحيد من ترك أثرا داخلها..
لقد مر على صدفة لقائهم أكثر من أسبوع ولكن برغم كل ما تمر به من مشاكل وضغوطات يوميه لا يمكنها نسيانه...
ظلت هكذا عقلها يطرح عدة اسئله عنه لا إجابة لها... هي من تتهرب من فكره الحب أو الزواج... أصبحت أسيره لصورته الجميع يعلم أنها ترفض الارتباط.. ولاكن من وقت التقت به وخفق قلبها لذكرياته القليلة معها..
بمن أسر وجدانها.....
فى غرفة تدل على رجولة وأناقة صاحبها.. استيقظ على صوت رنين متواصل يصدر من هاتفه.. ذات النغمه المزعجه نوعا ما الموضوع فوق تلك المنضده بجوار فراشه والذي ما لبس غير أنه قام بتكاسل أمسكه وفصله والقاه بإهمال فوقها..
تمطع يفرد زراعيه باسترخاء يتتائب بخمول يحث نفسه على الاستيقاظ.. استقام وخطي بخطوات ثقيله أثر النوم الذى مازال عالق بمقلتيه..
دلف إلى حجرة الحمام الملحقة بغرفة نومه وبعد عده دقائق خرج
خرج بمزاج معتدل بعد الشاور ليلج إلى حجرة ملابسه يدندن وهو يرتدى بدلته فهذه عادته فهو عاشق للاغانى القديمه..
وقف أمام المرآه مستمتعا يطلق سفيرا متناغما مع غروره والتباهي الذى يسكن عينيه وهو يتأنق بعد أن انتهى من تصفيف خصلات شعره .. المتمرده كصاحبها وارتدى ساعته التى تعتبر الأقرب والأغلى الى قلبه لأنها كانت تخص والده رحمة الله عليه....
أشرقت ابتسامته وهو يرى هيئته التي ټخطف الأنفاس وتنعكس في المرآه أمامه.. ازدادت ابتسامته انفراجا عندما تذكر زرقة مقلتيها.. التي رآهم في ظلام ليله دامسه.. ليغرق فى محيط عينيها..
لن أنسى رعدها وبرقها وعواصفها التي اطاحت بكل ما يقابلها.. كما اطاحت عيونها بقلبى..
وما كنت أؤمن بالعيون وسحرها حتى دهتني بالهوى عيناك.......
عاد مجددا يطلق صفيرا بعد انتهاءه من وضع عطره المفضل.. ألقى نظره اخيره على هيئته التي ما دائما تزيده غرورا....
وكيف لا يعتبرها كنزا من كنوز الدنيا.. والتي تجعل الفتيات
يتهافتون عليه..
دون تفكير ارتدى معطفه الاسود وهبط لكي يتناول وجبة الإفطار مع والدته المريضه