منقذي الزائف
روحت خطبت من غير ما تعرفني أو حتى تجيب سيرة لعمك وكأنك لقيط ومقطوع من شجرة
________________________________________
وملكش أهل ترجع ليهم وتاخد رأيهم في موضوع مهم جدا زي ده!!
قلب مالك عينيه وهز رأسه بملل من اسطوانة التوبيخ المشروخة التي كان يتوقع أن يسمعها من والده الذي ذهب وتزوج من امرأة أخرى بعد ۏفاة والدته واستقل بحياته بعيدا عنه ولم يعد يكترث به ولا بأمر شقيقته.
همس مالك پاختناق وهو يتذكر حسرة والدته الراحلة على عمرها الذي ضاع برفقة والده المستهتر الذي لم يكن يهمه أي شيء يتعلق بها
أنت قولتلي زمان بعد ما روحت اتجوزت وخلفت أني مش صغير والمفروض أشوف حياتي وأدبر أموري بنفسي من غير ما أعتمد على أي شخص وأنا كل اللي عملته هو أني طبقت نصيحتك يا أستاذ عماد يا اللي جاي دلوقتي تعمل فيها مهتم بيا وخاېف على مصلحتي بعد ما اتجاهلت دعوتي ليك على الخطوبة وعشان تداري إهمالك جاي تعمل نفسك مكنتش تعرف حاجة عن خطوبتي.
قولي صحيح يا بابا إيه أخبار مراتك وابنك سمعت أنك ناوي تدخل أخويا الصغير مدرسة دولية بتحتاج كل سنة مصاريف مش بتقل عن تسعين ألف جنيه واضح أن أحوالك المادية متيسرة على الأخر.
تحدث عماد بهدوء مغيرا فحوى الموضوع بعدما رمش بعينيه عدة مرات مش شدة الذهول الذي سيطر عليه في تلك اللحظة
أنا كنت بكلمك عشان أباركلك يا حبيبي على الخطوبة ربنا يهنيك ويسعدك معلش أنا مضطر أقفل دلوقتي عشان أجهز نفسي وألحق صلاة الجمعة.
وبالفعل أنهى عماد المكالمة فابتسم مالك بسخرية شديدة من والده الذي فر كالفأر الجبان بعدما واجهه بأمور ظن أنه لا يعلم عنها أي شيء ثم عاد مرة أخرى لتصفح الصور التي تجمعه بهبة.
خرج عمرو من الحمام وارتدى ملابسه بسرعة ثم غادر المنزل واستقل سيارته قاصدا المسجد الذي يصلي به.
انتهى عمرو من أداء الصلاة بعد نصف ساعة ثم استقل سيارته مرة أخرى ولكنه لم يعد إلى المنزل بل توجه إلى المقاپر حتى يزور قبر شقيقه الراحل.
قرأ عمرو الفاتحة على روح ياسين وأخذ يدعو له بالرحمة والمغفرة ثم تحدث وهو يشعر بحزن عميق في قلبه
نفسي أعرف ليه بحس على طول أنك مش مرتاح في قپرك مع أنك كنت كويس في حياتك! ليه كل الكلام اللي بتقوله في الأحلام اللي بتزورني فيها بيبين أنك عايز توصلني لحاجة بس أنا مش قادر أفهمها!
رأى عمرو أمارات التردد التي كانت واضحة على وجه حارس المقپرة فسأله باستغراب شديد وهو يعقد ما بين حاجبيه
هو فيه حاجة عايز تقولها ليا يا عم مجاهد قبل ما أمشي!
هز مجاهد رأسه قائلا بصراحة شديدة بعدما تحلى بالشجاعة وقرر أن يبوح بكل ما بداخله
أيوة يا أستاذ عمرو الأسبوع اللي فات أنا شوفت واحد كان واقف هنا في المقپرة وسمعت منه شوية كلام وحشين في حق الأستاذ ياسين ولما جيت أتكلم معاه عشان أعرف هو مين شد معايا وبعدين سابني ومشي ومجاش هنا مرة تانية.
ممكن تقولي إيه الكلام اللي أنت سمعته بالظبط من الراجل ده وإيه اللي حصل بعد كده
شعر مجاهد بالارتباك ولكنه قرر أن يتحدث وهو يعلم أن الكلام الذي سينقله قاسې إلى حد لن يتمكن عمرو من تمالك نفسه عند سماعه
أنا سمعت الراجل ده وهو بيقول لما كان واقف قدام قبر المرحوم أخوك منك لله يا ياسين أنت مش هتقدر تستوعب أنا مرتاح قد إيه عشان أنت أخيرا مت وريحتني من وجودك وعلى فكرة أنت تستاهل أنك ټموت لأنك اتجرأت وسرقتها مني وأنا يا أستاذ عمرو أول
________________________________________
ما سمعته بيقول كده شديت معاه بس ابن الذين كانت إيده تقيلة وفلت مني في ثانية.
وكما توقع مجاهد فقد ثار عمرو وابيضت عروق يده من شدة الضغط عليها وهو يسأل بصرامة من بين أسنانه
أنت فاكر الولد ده شكله إيه يا عم مجاهد
حرك مجاهد رأسه قائلا بإيجاب
أيوة فاكر يا أستاذ عمرو وأقدر أوصف ملامحه ليك بشكل كويس ومش بس كده ده أنا لما شديت معاه وهو زقني وضړبني وجري وقتها وقعت منه سلسة فضة وأنا احتفظت بيها عشان أديها ليك لما تيجي تزور القپر.
ذهب مجاهد