الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

منقذي الزائف

انت في الصفحة 3 من 79 صفحات

موقع أيام نيوز


الباب خلفها دون أن ترد على نداء والدتها.
أنت الحبيب الذي وثقت به ومنحته قلبي ولكنك خذلتني ولم أنل منك سوى الألم والمعاناة فبئسا لهذا القلب الذي لا يزال يحبك پجنون بعد كل ما جرى.
ظلت تلك المقولة تتردد في عقلها وهي تشاهد النيران المشټعلة في الصور وهي تهدأ بشكل تدريجي ثم تمتمت بأسى وهي تنظر إلى الصورة الكبيرة المعلقة على الحائط والتي تجمعها بوالدتها

أنا السبب في كل اللي حصل يا ماما لأني رفضت أسمع كلامك وحبيت أحمد ودي كانت النتيجة.
عندما نقع في الحب ربما تكون العين مبصرة ولكن يكون القلب مغفل ولا يستيقظ من تلك الغشاوة إلا بعدما نخسر كل من نحبهم
أنت الحبيب الذي أقسم أن يمنحني من الحب أنهارا ومن كلمات العشق أشعارا ولكنك لم تمنحني سوى ألاما تذيق روحي ويلات من العڈاب والندم على حبك
تذكرت هبة تلك المقولات التي كانت تسمعها كثيرا في الماضي وتقرأها بين أسطر الروايات الرومانسية التي تحرص على اقتنائها وانخرطت في نوبة بكاء كثيرة لأن هذا الكلام صار ينطبق عليها في الوقت الحالي.
في تلك اللحظة أخذت مقولة أحمد في يوم الرابع عشر من فبراير المعروف عند كثير من الناس بعيد الحب ترن في رأس هبة
أحبك يا أميرتي وسوف أفعل المستحيل من أجلك يا من عشقتها وصارت قطعة من قلبي أحيا لأجلها وأموت لفراقها.
ابتسمت هبة بشدة بعدما سمعت كلماته التي أطربت قلبها وقالت
أنا أول مرة أعرف يا
أحمد أنك بتحب تقرأ روايات وكمان بالفصحى!!
ظهرت ابتسامة واسعة على وجه أحمد وهو يردف
أنا عندي استعداد أعمل أي حاجة عشان أسعدك.
اندثرت تلك الذكرى سريعا من عقل هبة التي أخذت تصرخ وتنتحب بمرارة
كداب يا أحمد كل حاجة كانت كدب أنت ډمرت حياتي وأمي راحت مني وخسرتها بسببك.
نزعت هبة الشرشف الخاص بسريرها وأخذت تبرمه جيدا ثم وقفت على كرسي وعلقت الشرشف في مروحة السقف.

مالك!!
نطقت هبة اسمه بخفوت ودهشة من وجوده قبل أن تغيب عن الوعي وتتلقاها أيدي الظلام الدامس تحت نظرات مالك الذي شعر بالأسف عليها
الفصل الثاني
انتظر مالك خروج الطبيب من غرفة الفحص على أحر من الجمر فهو يشعر بالقلق الشديد على هبة التي كادت تنهي حياتها لولا تدخله في اللحظة الأخيرة.
أخذ مالك يفكر ما الذي كان سيحدث لهبة إذا تأخر دقيقة واحدة في الوصول إلى شقتها
لقد تفاجأ عندما كان يمر من أمام منزلها بذلك الدخان الكثيف الذي كان يتصاعد من نافذة غرفتها وشعر بالقلق وعلم أن هناك شيء مريب يحدث في الأعلى.
صعد مالك بسرعة شديدة إلى منزل هبة وظل يطرق الباب ولكن لم يتلق أي جواب وهذا الأمر جعله يقوم بكسر الباب دون أدنى تفكير وكما توقع فقد أرادت هبة أن تشنق نفسها بعدما أحرقت الصور التي تجمعها بأحمد.
خرج الطبيب فتوجه نحوه مالك متسائلا بقلق ظهر بشكل واضح على ملامحه وفي نبرته أثناء الحديث
طمني يا دكتور هي عاملة إيه دلوقتي
تنهد الطبيب وأجاب بجدية يتخللها الكثير من الأسف على حال تلك الشابة المسكينة التي تعرضت لمحڼة قاسېة جعلتها ترغب في إنهاء حياتها ولا تفكر في العقاپ الذي ستتلقاه من المولى عز وجل بسبب هذا التصرف
الأنسة كويسة دلوقتي بس أظن أنها هتكون محتاجة لعلاج نفسي وفي أسرع وقت لأن واضح أنها بتعاني من صدمة شديدة وممكن تحاول
ټنتحر مرة تانية.
دلف مالك إلى الغرفة ونظر بلوم إلى هبة التي كانت تبكي وقال
ليه عملت كده في نفسك يا هبة! معقولة شايفة أن أحمد يستاهل أنك ټموتي نفسك بسببه!
ظهر الحزن في نظرات هبة والمرارة في حديثها وهي تردف
يعني كنت عايزني أعمل إيه يا مالك أنا واحدة صحيت من النوم في يوم من الأيام لقيت صور مقرفة ليا منشورة في كل مكان على الإنترنت وفضيحتي بقيت بجلاجل ومش عارفة أوري وشي للناس وأمي ماټت من القهر والذل اللي حست بيهم لما قرايبنا اتبروا مننا وكل ده بسبب ابن عمك اللي كان خطيبي واللي كنت بحبه أكتر من نفسي وعملت معاه المستحيل عشان يكون إنسان أفضل.
جلس مالك أمامها وهتف بمواساة فهو يعلم جيدا حجم الحب الذي كانت تكنه في قلبها لأحمد ورأى بعينيه الجزاء الذي حصلت عليه بسبب هذا العشق
أنا عارف أن اللي مريت بيه يا هبة مكانش سهل وأنا بوعدك دلوقتي أني هقف جنبك وأجيبلك حقك من ابن عمي ويكون في علمك أحمد عمل حاډثة في اليوم اللي الصور
 

انت في الصفحة 3 من 79 صفحات