تحت الوصاية. بقلم ايمان حجازي
صوت سعال احد ما .. انتابها خوف بسيط داخليا ولكنها تظاهرت بالشجاعه كعادتها واخذت تلتفت حولها بحثا عن ذلك الصوت الي ان وجدته يجلس علي احد المقاعد بجوار المسبح .. تقدمت اليه بثقه ظنا منها انه مستيقظ
ما ان وضعت يديها عليه كي توقظه حتي ردد عمر بصوت اجش علي الرغم من مرضه ممكن افهم اتأخرتي ليه !! .. كنتي فين !!
فهمت ايمان الي ما يرمي اليه فاجابته بعنادالفصل السابع
الجزء الثاني
حلقه 7
وأكتر واحده بتحبك... واخدها صديقه من جهلك..
متعرفش انها بتحلم... تكون وقت الۏجع اهلك...
الدرويش عمرو حسن
بعد ان تخطت الساعه الواحده منتصف الليل دلفت ايمان الي الفيلا الخاصه بعمها بخطوات بطيئه حريصه علي ان لا تصدر صوتا فهي تعلم ان الوقت قد تأخر لعودتها .. نظرت وهي مازالت في حديقه المنزل علي انوار الفيلا لتجدها مغلقه فحمدت ربها انهم ذهبو الي النوم ولا يوجد احد كي يعاتبها علي كل هذ التأخير .. مرت بجانب المسبح الخاص بالفيلا بهدوء ولكنها تسمرت مكانها علي صوت سعال احد ما .. انتابها خوف بسيط داخليا ولكنها تظاهرت بالشجاعه كعادتها واخذت تلتفت حولها بحثا عن ذلك الصوت الي ان وجدته يجلس علي احد المقاعد بجوار المسبح .. تقدمت اليه بثقه ظنا منها انه مستيقظ .. خفق قلبها خوفا عليه وتقدمت اليه وهي تحدث نفسها مچنون ده .. لابس اللبس ده في عز الشتا وقاعد هنا في التلج !!
ما ان وضعت يديها عليه كي توقظه حتي شعرت بحراره جسده المرتفعه فأزداد قلقها واخذت تهزه پعنف كي يستيقظ من ذلك الوضع المؤلم .. انتفض جسده اثر هزاتها له وفتح عينيه ووجدها امامه .. هب واقفا علي الرغم من ضعف جسده ونظر حوله ليجد نفسه مازال بالحديقه عاد بنظره مره اخري اليها ليتذكر اخر شئ كان يفعله وهو انتظاراها ... ردد عمر بصوت اجش علي الرغم من مرضه ممكن افهم اتأخرتي ليه !! .. كنتي فين !!
قلقه بشأله وقلبها ينتفض خوفا عليه رددت ببرود اكيد كنت في شغلي.. وبعدين انت مالك اصلا !
عمر اكثر وهو ينظر لساعته قائلا بغلظه شغلك لحد الساعه اتنين الا ربع بالليل .. وده يبقي شغل من نوع ايه بالظبط !
فهمت ايمان الي ما يرمي اليه فاجابته بعناد وثقه والله بقه براحتي ومش انت اللي هبررلك شغل ايه بالظبط .. ولو سمحت عديني عشان مرهقه وعايزه انام
قال جملته الاخيره وهو يحاول بقدر المستطاع جسده المتعب وعيونه التي علي وشك الانغلاق ..لتندفع به ايمان مدافعه قلت لك ايدك دي .. ومحترمه ڠصب عنك يا عمر ولا انت بقيت اعمي البصر
والبصيره بعد الرقاصه اللي كنت عايز تتجوزها .. لا فوق واعرف انت بتكلم مين ودي اخر مره هسمحل......
وبترت ايمان حديثها حين شعر لي ان سقط علي الكرسي خلفه وكاد ان يسقط بالكرسي ايضا ولكن ايمان الحقت به وحاولت بكل جهدها منعه من السقوط بسبب ضخامه جسده امامها وهي تصرخ في لوع وخوف عليه متناسيه تماما ما كانت تردف به عمر مالك يا عمر انت كويس !!
هتفت ايمان بحنو وقلب يخفق بحبه انا كنت جنبك.. وهفضل جنبك يا عمر
عادت مره اخري الي عمر ومعها بعض الادويه واناء به ماء مثلجه للكمادات .. ساعدته علي النهوض لاخذ الدواء لكي يتحسن قليلا من تلك النوبه علي الاقل في هذا الوقت ثم شرعت في عمل الكمادات له ولكنها
اخذت تنظر له بحب وحنو مجيبه نعم يا عمر
انا اسف اني ضيعتك من ايدي .... متسبنيييش..
كان يضرب مقود السياره پعنف وسط الظلام الدامس متوجها الي فيلته التي ترك بها حبيبته بعد أن خرج من مركز الطبيب المختص بتحاليل مرام.... اصبح الخۏف والقلق مسيطرين عليه وهو يلعن تلك الايام التي تركها مع هؤلاء الذئاب .. يلعن كل شخص كان سببا في التفرقه بينهم بعد ما استمع الي اخر ما اخبره به دكتور التحاليل حول نتائج مرام .....
مش خير ابدا يا استاذ عبدالله....
اجابه عبدالله بقلب ضعيف مرتجف عما سوف يسمعه حول حبيبه فؤاده انا كنت عارف ان في حاجه غلط وانه مش خير زي ما بتقول .. بس انا واثق ان ربنا كبير ومش هيضرني فيها ..
شعر الطبيب بالحزن علي حالته وردد كل حاجه وان شاء الله يكون ليها حل بس ...
اتكلم يا دكتور .. ياريت توضحلي كل حاجه بالتفصيل ..
اومأ له الطبيب بالايجاب وهو يعرض امامه الاوراق قائلا ده الفحص الاول للدواء.. في الظاهر عباره دواء طبيعي مستخدم عالميا للتشنجات والاعصاب والاضرابات القلبيه وفعلا معظم عناصرالمتكونه منه بتقول كده .. لكن فحص الډم بيقول ان في جسمها نسبه قليله من..... جلايكول الايثيلين
نظر له عبدالله بدهشه وقلق ايضا ففهم الطبيب حيرته واكمل موضحا جلايكول الايثيلين ده يعتبر من اخطر المركبات اللي ممكن تدخل جسم الانسان ماده سائله في ظاهريتها بتستخدم كمضاده للتجمد وليها
استخادمات تانيه كتير .. لكن علي جسم الانسان تبقي مصېبه ومفعولها كله علي المدي الطويل .. طعمها حلو ومحدش بيكتشفها وبتخدع الكتير من كتر حلاوتها لكن بتبقي في جسم الانسان عباره عن... حمض الاكساليك .. وده اللي بېموت ببطئ .. يعني لو حد عايز يتخلص من حد يديله جرعات من دي علي فترات وفي الاخر هيبان انه ماټ طبيعي ....لكن ...
كان عبدالله يستمع ايه وقلبه يعتصر من شده الالم .. اشتد علي اسنانه وهو يحث الطبيب علي الاستكمال لكن ايه !!
اكمل الطبيب في حيره ده مش اعراضه اللي انت قلتلي عليها خالص .. انا فاكر كويس انك قلتلي بيحصلها اغماء ووشهها بيتحول للزرقه وتشنجات بسيطه .. في حاجه تانيه غلط .. انا قلت لك الفحص الاولي للدواء مبينليش حاجه لكن لما لقيت في الډم الماده عملت فحص تاني للدواء بماده مضاده للماده دي عشان تكشفها و فعلا لقيت نسبه بسيطه جدا من الماده دي .. يعني اللي عامل الدوا ده حد ذكي جدا وعارف هو بيعمل ايه ..
اسرع عبدالله بفطنه يعني ده معناه ان الدواء ده ممكن يكون فيه ماده تانيه برضه صعب انها تتكشف ودي اللي بتسبب لها الاغماء والاعراض اللي بلغت حضرتك عنها
ابتسم الطبيب بثقه بالظبط يا استاذ عبدالله .. لكن تحليل الډم مش بيقول غير وجود الايثيلين جلايكول .. وهنا اقدر اقولك ان ممكن تكون في ماده تانيه فعلا في الدوا ده بس بتدوب بسرعه وبتندمج مع الدوا وبرضه في الډم وده اللي يمكن يكون مصعبها علينا اننا نكتشفها .. لكن انا برضه مش هسكت وهعيد برضه التحاليل دي من تاني ومش هرتاح الا اما اعرف اي الماده التانيه .. لكن لو ممكن اشوف الحاله دي
اجاب عبدالله نافيا لا .. مش هينفع انها تيجي خالص حضرتك متعرفش اي الظروف اللي هي فيها دلوقت .. لما حضرتك تتأكد من كل التحاليل انا اقدر وقتها اقدر احل المشكله دي واجيلك بيها
مفيش مشكله يا استاذ عبدالله انا بس كنت محتاح اشوف الاعراض بنفسي وعلي الاساس ده هعرف اتعامل في كشف الماده التانيه .. لو هي مش هتقدر تيجي انا اقدر اروح عندها ..
اجابه عبدالله بعد تفكير تمام موافق .. لكن انا مش عارف الحاله دي بتجيلها امته
اجابه الطبيب مطمئنا هي اخر مره جت لها امته !
من حوالي 3 ساعات
والمره اللي قبلها !
من يومين بالظبط
ده حلو جدا .. كده في ايدنا لسه امل
ان شاء الله وكمان زي ما بلغتك ان نسبتها في جسمها لسه قليله وبكده تبقي فرصتنا اكبر في اننا نشفيها
تنفس عبدالله برتياح بسيط في حين اضاف الطبيب الحاله دي هتجيلها كمان يومين بالظبط تاني ..
واخرج كارت صغير من درج مكتبه وهو يناوله اياه قائلا وده رقمي .. كلمني بعد يومين بالظبط اجي اشوفها لما تجيلها الحاله .. لكن دلوقت بلاش تاخد الدوا ده تاني وخليها ماشيه بالمقويات وتتغذي كويس لحد ما نشوف لها العلاج
تناول عبدالله الكارت منه وهو يشكره بشده متشكر جدا يا دكتور وان شاء الله اكلم حضرتك
دا واجبي يا استاذ عبدالله .. شرفتني
افاق عبدالله من شروده حين وجد نفسه امام الفيلا الخاصه به ..ركن سيارته وقام بأغلاق البوابه الرئيسيه للفيلا وصعد الي الاعلي .. وجد كل من داليدا ومعها طفله صغيره تلعب معها ما ان ظهر أمامهم حتي توقفوا عن اللعب وقامت تمارا تتخبي اكثر بداليدا خوفا منه .. ابتسم لها كي يطمئنها ولكنها لم تستجيب له وتشبثت اكتر بداليدا ..
مساء الخير!
قالها عبدالله الي داليدا بوجه خالي من التعابير لترحب به داليدا بود مساء النور يا استاذ عبدالله .. حمدالله علي السلامه
الله يسلمك .. مين القمر دي !
دي تموره اللي بلغتك عنها قبل كده...
ليتذكر عبدالله قائلا بس انتي قلتي ان هما اتنين !
اه ما هو دومي جوه مع مرام .. مرضاش يسيبها لوحدها..
قال عبدالله پحده بسيطه سايباه معاها وانتي عارفه انها تعبانه وفي الحاله دي
!!
والله هو اللي اصر وكان هيعيط .. ومرام بتحب يفضل معاها كتير عشان كده مرضتش امنعه
لم يجيبها عبدالله وذهب مباشره الي غرفه مرام عازما علي ان يبعد ذلك المشاغب عنها.....
ما ان فتح باب غرفتها حتي وجد خلاف ما كان يتوقعه علي الاطلاق رق قلبه بشده علي ذلك المشهد واخذ يبتسم بحنو وهو يقترب من السرير .. وجد ذلك الطفل يجلس علي السرير مربعا قدميه الاثنين حول بعضهم ورأس مرام علي قدميه المربعه مستغرقه في نوم عميق وهو يضع رأسه فوق رأسها في ارتياح وايضا مستغرق في النوم .. جلس عبدالله بجوارهم ونظر الي ذلك الطفل وجد شعره الحريري مغطي علي عينيه فأزاحه بيديه في رفق كي يري وجهه ولكن الطفل شعر بيديه وفتح