مستشفى السعادة بقلم علياء عبد الصمد
_
لا احساسك غلط.. خدني انت في طريقك.. بس بشرط واحد
_ شرط اية
أنا اللي هدفع فلوس التاكسي
_ هو انتي اسمك اية
مريم
_ مستعد اسيبك تدفعي فلوس التاكسي.. بس بشرط واحد يا مريم
اية هو
_ هقولك اول ما نوصل
اتفقنا
خرجوا من المستشفى ووقفوا تاكسي.. تعمد إنه يركب جنب السواق.. كان متأكد إنها خاېفة بعد حكايات الجروب انه يفهمها غلط.. وكان شايف كمان إنه أڨور في طريقته معاها من البداية.. في النهاية هو اجنبي عنها.. وما ينفعش ابدا يتباسط في الكلام معاها بالشكل ده .. بس يمكن الراحة اللي حس بيها ناحيتها.. خلته حس إنه يعرفها من زمان.. وطبيعته المرحة غلبت عليه .. بس برضوا مش لازم لما نضعف نكمل للنهاية.. تدارك الخطأ من البداية بيعنا إننا ما نتماداش فيه .. كل كلمة بيقولها لأي بنت في الجروب بيكون مقصدها دعم.. وأي دعابة بيكون وراها حكمة.. لكن معاها كان الوضع مختلف.. ازاي مش عارف.. وليه مش عارف.. والمفروض يعمل اية برضوا مش عارف.. الحاجة الوحيدة اللي كان عارفها.. إنه لازم يقفل على نفسه باب الفتن.. وصوتها للأسف كان بالنسباله فتنة.
اما هو فبعد كل الأفكار اللي جت في دماغه.. سيطرت عليه فكرة واحدة أنه عايزها تكون مش أجنبية عنه.. أكيد مش بيحبها بس حاسس براحة ما حسش بيها من ساعة ما ساب خطيبته.. صوت جواه سأله معقول بتفكر ترتبط.. رد عليه صوت أعلى لأ استحالة أكيد مش هتفكر ترتبط.. رد عليه الصوت التاني لا ينفع ترتبط.. بس هي ترضى.. بس الصوت الأعلى سأل أسئلة منطقية .. هو انت تعرفها أو تعرف عنها حاجة طيب مش يمكن أصلا مرتبطة أو متجوزة.. بس السؤال اللي فضل يزن في عقله.. حتى لو مش مرتبطة.. هتوافق ترتبط.. بواحد أعمى
_ على جنب لو سمحت.
دفع الفلوس للسواق ونزل وسألها بعد خناقة تانية على ازاي هو يدفع الفلوس
_ احنا كدة فين
في نفس المكان اللي أخدناه منه التاكسي واحنا رايحيين
_ هتساعديني أعدي الشارع
أكيد هساعدك.. ولحسن حظنا الشارع ما فيهوش اي عربيات.. يلا عدي
عدوا الشارع وبمجرد ما عدوا شاورلها على العمارة اللي في وشهم وقال _
حمد الله على السلامة.. هقف لحد ما تدخل المدخل.
_ الله يسلمك.. هسألك سؤال أخير يا مريم
حست بتوتر كبير وقالت _
_ اية هو السؤال
انتي مرتبطة
أحمر وشها وما كنتش عارفة أية طريقة الإجابة ولا اية سبب السؤال وقبل ما ترد.. ظهر صوت والدته _
_ حمد الله على سلامتك يا مروان يا حبيبي.. ينفع اللي عملته ده
_ الله على الوقت المناسب اللي اختارتيه يا ماما
_ الله يسلمك يا ماما.. ما انا رجعت اهو الحمد لله وزي الفل.. اعرفك باستاذة مريم
كانت شيفاها بس ما توقعتش انها تكون واقفة معاه.. كانت فكراها واقفة مستنية حد .. بس بعد كلمته التفتتلها ومدت ايديها سلمت عليها
_ اهلا وسهلا أستاذة مريم.. أنا والدة مروان
_ اهلا وسهلا بحضرتك
انتي زميلة مروان
ما عرفتش ترد بأية فرد مروان بسرعة علشان يعفيها من الحرج
_
ايوة يا ماما.. زميلة في الجروب
اهلا وسهلا يا حبيبتي.. انتي جاية مع مروان من المستشفي
رد مروان برضوا قبلها
_ ايوة يا ماما.. كتر خيرها.. جابتني في طريقها
كانت حاسة انها عايزة تجري من قدامهم من كتر الكسوف.. ابتسمت وقالت
لا تستأذنينا أية.. انتي لازم تطلعي تشربي حاجة.
_ لا معلش يا طنط مش هقدر.. أنا اتأخرت وبابا وماما هيقلقوا عليا
_ لا اطلعي خمس دقايق بس.. مش هنأخرك.. ما ينفعش تبقى تحت البيت وما تطلعيش
بصت لمروان وكملت
_ ما تقولها حاجة يا مروان
رد بهدوء
_ سبيها على راحتها يا ماما
وجه كلامه على طول لمريم من غير ما يدي لمامته فرصة تعرض عليها تاني
_ متشكر أوي يا مريم.. وما تنسيش ميعاد الجروب الجاي.. هتيجي صح
مش عارفة لسة
_ حاولي على أد ما تقدري
_ إن شاء الله هحاول
بصت لمامته بابتسامه خفيفة وقالت
_ فرصة سعيدة فعلا اني اتعرفت على حضرتك.. استأذن
انا الأسعد يا حبيبتي.. قوليلي بس.. انتي ساكنة قريب من هنا
_ ايوة.. أنا ساكنة في العمارة اللي في أخر الشارع دي
شاورت على العمارة بتلقائية.. فردت مامت مروان عليها
خلاص نيجي نوصلك
_ لا شكرا يا طنط.. البيت يا دوب خطوتين
لا يا حبيبتي نوصلك.. كفاية انك تعبتي نفسك ووصلتي مروان
رد مروان عنها تاني
_ سبيها يا ماما على راحتها
_ شكرا يا طنط تسلمي.. السلام عليكم
_ وعليكم السلام يا حبيبتي.
سابتهم وراها وعقلها فضل معاهم.. فكرت يا ترى هتشوفه تاني.. وليه أصلا شاغلها السؤال ده.
أما هو فمسك ايد مامته وقبل ما يخطوا خطوة.. سألته بفرحة
_ هي دي اللي ما عرفتش تلغي الجروب علشانها
اية يا ماما اللي بتقوليه ده
_ يا سلام.. هتخبي على ماما
ضحك وقالها
_ يلا نطلع يا ماما وبلاش المسلسلات التركي اللي بتتفرجي عليها تأثر عليكي
_ مسلسلات تركي .. يلا يا سي مروان.. التركي كله شكله هيبقى عندك.. نطلع ومش هسيبك غير لما تحكيلي كل حاجة
.
فرحتها كانت ناتجة عن أمنية بتدعيها كل يوم.. إن ربنا يرزقه بالزوجة الصالحة.. كانت مړعوپة تسيبه لوحده في الدنيا.. من بعد مۏت والده وهي كل همها تجوزه.. عارفة إن أخواته موجودين وبيحبوه.. بس ڠصب عنهم حياتهم هتشغلهم عنه.. اخته اتجوزت وأخوه مسيره يتجوز في يوم.. كانت شايلة هم تسيبه لمين لو جرالها حاجة.. وكانت الكلمة اللي على لسانه كل ما تقوله كدة.. ربنا ما بيسيبش حد.. وكان دايما يأكد إنه مش هيتجوز لأنه مش حابب يكون عبء على حد.
حاولت كتير معاه ورشحتله عرايس كتير بس كان دايما بيرفض من البداية.. دعت ربنا وهي طالعة إنه يكون غير رأيه واقتنع إنه زيه زي أي شاب لازم يتجوز ويعيش حياته عادي.
يا دوب طلعوا وفتحت الباب.. قعدته وقعدت جنبه وسألته
_ مين بقى آنسة مريم دي يا مروان
ضحك من طريقتها وقالها
_ وانتي عرفتي منين بقى أنها آنسة يا حاجة سامية
مش بتقول بابا وماما هيقلقوا عليا.. يبقى آنسه يا خويا.. وكمان مش لابسة دبلة
حس براحة بعد كلمتها فابتسم وقال
_ مش سهلة انتي يا سمسم
الموضوع مش مستاهل يعني.. أي حد هيعرف من كلمتها .. وغير كدة ارتباكها وخجلها يقول أنها لسة آنسة
_ طيب شكلها اية يا ماما
ضحكت بفرحة وقالت
_ مش بقولك.. فيه في الأمور أمور.. أول مرة تسألني على شكل واحدة
_ يا ماما.. بلاش دماغك تروح لبعيد.. قوليلي بس شكلها اية وانا هحكيلك اللي حصل
قمحوية .. وملامحها هادية.. مش جميلة أوي.. بس وشها مريح.. وطولها متوسط.. ممكن
طول اختك كدة.. اية الحكاية بقى يا عم مروان
_ سبيني اغير هدومي وأصلي المغرب قبل العشا وهقولك.
وصلت مريم بيتها.. كانت مبسوطة.. مبسوطة أوي.. كانت خارجة من البيت بإحساس.. ورجعت بإحساس تاني.. سلمت على باباها ومامتها ودخلت غيرت هدومها وصلت المغرب وخرجت لقيت باباها قاعد
_ اية يا مريومة.. اية موضوع الجروب بقى اللى لغيتي خروجة اصحابك علشانه.. استغربت لما بعتي تقوليلي انك هتلغي الخروجة وتحضري جروب
حكت لباباها اللي حصل باختصار .. متعودة ما تكذبش.. وطالما سألها يبقى لازم تجاوب
قلقت من رد فعله بس فاجأها رده
_ برافو انك ساعدتيه.. ربنا يحفظك ويديم عليكي قلبك.. بس لو حصل الموقف ده تاني نخلي مساعدتنا احنا أخر الحلول.. بمعنى.. لو لقينا راجل يساعد يبقى أفضل.. لأنه رغم أنه كفيف.. بس برضوا راجل غريب.
معاك حق يا بابا.. هاخد بالي لو اتكرر موقف زي ده
_ اتغديتي
شوية كدة وهاكل
_ ماشي وانا هقوم أشوف ماما بتعمل اية.
باباها كان دايما سرها ومعلمها.. ثقته فيها وتوجيهها باين كانت بتخليها ما تخبيش حاجة عليه وتكون حريصة ما تعملش حاجة تتعارض مع اللي رباها عليه.. واللي زرعه فيها كان طول الوقت هو اللي بيحصده.. بتحب مامتها بس باباها هو الأقرب لقلبها.. طول عمره كان صاحبها.. من كتر حبها فيه نفسها تتجوز واحد زيه ويمكن ده السبب اللي خلاها ما تتجوزش لحد دلوقتي.
دخلت أوضتها .. طلعت كشكولها اللي بتكتب فيه يوميا ملخص للي حصل على مدار اليوم .. صندوقها الأسود اللي فيه كل حاجة عنها من أول ما اتعلمت الكتابة.
وكانت أول جملة كتبتها النهاردة كان يوم من أحلى أيام حياتي
كتبت كل مشاعرها وكل اللي حصل ونهت اللي كتبته بسؤالين هو المرة الجاية هينفع اروح الجروب وهل لو روحت .. هروح علشان فعلا الجروب عجبني ولا هروح علشان دكتور الجروب
قفلت كشكولها وقالت ما فيش غير الاستخارة.
_ ها يا مروان... مش هتحكيلي اية اللي حصل النهاردة
هحكيلك يا ماما وأنا ليا غيرك أحكيله
حكى اللي حصل بالظبط وقال في الاخر
_ عارفة يا ماما.. أنا مستغرب الراحة اللي حاسسها ناحيتها.. وخاېف جدا انها ما تجيش المرة الجاية
هتيجي ما تخافش
_ متأكدة أوي كدة ليه
_ هي حكت
_ لا ما حكتش
يا حبيبي اي حد بيحضر الجروب بتاعك.. ما بيبطلش يجي إلا أما يحكي علشان يسمعك .. وطالما هي ما حكيتش يبقى هتيجي
ضحك ضحكة خفيفة وقال
_ ثقتك فيا دي يا ماما.. هتوديني في داهية
بعد الشړ عنك يا نور عيني... ربنا يحفظك ليا يا مروان.. بس قولي
_ ناوي على أية لو جت
مش عارف يا ماما.. المهم تيجي
_ إن شاء الله هتيجي
انا مش عارف يا ماما انا عامل كدة ليه.. مستغرب نفسي أوي.. شكلها مراهقة متأخرة
_ لا مش مراهقة.. هي احيانا بتيجي كدة... فيه ناس بنقابلهم بنحس بأنهم قريبين أوي مننا.. حتى من غير ما يتكلموا.. والاحساس ده هو اللي بيخلينا ناخد خطوة بعدها.. بس طبعا عايزة افكرك.. احنا لسة ما تعرفش حاجة عنها
انا فاهم يا ماما.. بس مش عارف اية اللى المفروض يتعمل
_ نسألها المرة الجاية عن حبة حاجات ولو مش مرتبطة.. ندخل البيت من باباه
ممكن ما توافقش بظروفي.. وحتى لو وافقت خاېف أظلمها معايا
_ اللي هتكون من نصيبك يا مروان هتكون امها دعيالها يا بني.. ما فيش شباب كتير زيك اليومين دول والله.. أدب وأخلاق وعلم.. كفاية انك حافظ كتاب الله.. وفوق كل ده زي القمر
ما هو القرد في عين امه غزال.. خمس دقايق وهتقولي.. الباز أفندي.. ده عريس
أنا