بني سلمان سلمى سمير
من يوم الۏفاة
صباح ذلك اليوم كان مختلفا سبقه ليل ممطر بغيوم كثيفة حتي ان السماء اسودت عندما هبطت الامطار ظن الجميع ان تلك الغيوم س تتبلد وتختفي مع ظهور اضواء النهار لكن لم يحدث ذلك ومازال الصباح مغيما بعتومه وظلامه يزهق كل لحظة واخري صوتا من الرعد يدخل بالقلب مخاۏف عدة ومشاعر متضاربة
لكن رغم هذا بغرفة مكتب القصر علي مقاعده ارتصت افراد العائلة علي مقاعد جلدية تجاور المكتب وامامهم السيد رفعت المحامي ل تلك العائلة ينظر لهم بنظرات متحيرة لا يعلم ما سيقوله كيف ستكون نتيجته فيما بعد وردهم عليه كيف سيكون شكله مهما
بالنهاية
الوصية س تقال فلا جدوي من التأخير !
تنحنح وهو ينقل ابصاره بينهم بداية بالسيدة سوزان تليها منال ف سلمي علي اريكة اخري قبع سليمان ف واجد ف عابد
ملامح سوزان كانت ذابلة تقف علي شفرة المۏت من كثرة الحزن منال ملامحها لا تقرء ك الباقيين جميعا
_ اقر انا عبد الحميد سليمان وانا بكامل قواي العقلية والجسدية وبدون ضعطا من احد ولا تأثر ب أي مواقف من جميع الوارثين بوصيتي والتي ستوزع كما ارغب واعلم انها علي حق وبالطريقة المستحقة ان توزع علي وارثيني أن توزع اسهم امبراطورية شركات سليمان بين احفادي الثلاثة بتلك النسبة ل حفيدي الكبير سليمان نسبة 50 من الاسم ل كلا من حفيداي واجد وعابد نسبة 25 من الاسم
وعاد يتابع رفعت حديثه وقرائته ل الوصية
_ يوزع القصر سليمان بين جميع سكانه بتلك الطريقة ل واجد نسبة 20 منه ل عابد 20 ل سوزان زوجتي 5 ل منال زوجة ابني 5 سليمان حفيدي الاكبر 50 يكمل باقي ورث احفادي كل من عابد وواجد بأمتلاكهم جميع مباني العائلة ومنازلها المختلفة علي ان تكون مزرعة سليمان ل سوازن زوجتي ومنال زوجة ابني وفقط
خرج صوت واجد متشنجا
_اية الهبل دا انا لا يمكن اسمح بالكلام الاهبل والعبيط دا ابدا هو عبد الحميد باشا فاهم هو عمل اية ولا لا الباشا مخلي سليمان هو اللي ليه حق التصرف في كل حاجة كدا
_دي رغبته ياواجد باشا واعتقد دا اللي هو عايزه فعلا !
اقتربت سلمي من زوجها تحاول ان تهديه بعبارات خاڤتة لكن ثورته لم تهدأ بل زادت مع نطق عابد المعترض ايضا بنقم
_دا مش عدل هو كدا زيه زينا كلنا بل بالعكس ازود مننا كمان
وضح رفعت الوصية لهم
_باقي ورث حضراتكم كل عمارات وبيوت
لم يكاد يتابع حتي اشاح
واجد بيديه بعصبية و
_بيوت اية وعمارات اية دا كلام فارغ 1 بس من القصر دا بكل الهري اللي هو كاتبه لينا هو بيستهبل ولا اية
كادت سوزان ان تنطق اخيرا لتنهره لكنها ما ان كادت تفعل حتي وجدت سليمان اخيرا يترك جلسته ويقف بطوله الشامخ مقتربا من واجد وهو ينطق بعيون محذرة
_انا سايبك تتكلم وهسيبك لحد ما ترتاح وتطلع كل غضبك بس كلمة واحدة هتقولها علي جدك مش هتعجبني عند هنا انا هعرف كيف اوقفك عند حدك ياواجد
عابد متدخلا بسخرية وهو يرمقه بنظرات بث فيها الكره فجأة
_دلوقتي بقيت مش قادر تستحمل عليه كلمة ! طبعا ما انت اللي طلعت من الليلة دي بكل ثمين دا مش بس تقف وترد علي كلام واجد دا انت مفروض تعمله تمثال في القصر هنا وتقف قدامه كل يوم تشكره ما هو اللي رفعك علينا
ترك سليمان نظرات عينيه تبتعد عن واجد وتتجه نحو عابد ليرمقه بنظرات متفحصة تحتوي علي معان كثيرة و
_للاسف ياعابد انت دايما شايفني مرفوع عليكم من غير حاجة اصلا
ازدادت نظرات عابد حقدا نحو سليمان بينما تابع واجد بعصبية
_دا باعتبار اصلا اني هوافق علي الكلام الاهبل دا
نطق رفعت بصوت مرتفع قليلا يهتف ب بند من بنود الوصية
_ ومن يرفض تلك القسمة بأي شكل من الاشكال فأمر انا بألا توزع تلك الورثة بأي شكل اخر وتتوجه جميعها ل جمعيات الاعمال الخيرية تحت أشراف سليمان
قال رفعت الكلمة الاخيرة وهو يطالع واجد باستفزاز ومكر مخفي لم تزيد تلك الكلمات سوي ڠضب واجد وعابد اكثر
فتوجه واجد نحو باب الغرفة ناويا الخروج بعدما قال پغضب
_قسموها بس وديني لاطربقها علي دماغكم في الاخر
وخرج تاركا خلفه وجوها تحمل الاف التعبيرات
جمع رفعت اشياءه ونطق موجها حديثه الي السيدة سوازن قبل ان يغادر بعبارة لها مفعول لاهب في الايام القادمة
_شغل سليمان باشا هيكون تحت اشرافك بمعني هتشوفي هل يستحق يدير الشركة ولا لا كذلك تحكمه بامور البيت لو كان جدير بيها فالوصية هتمشي علي نفس السيان علي مر العمر لو مكنش جدير ف في كلام تاني
بتلك العبارة الصغيرة انفتحت باقة امل في وجهه الاخوة التي من اليوم بلا شك ستشكل خليفا قويا ضد ابن العم
_الفصل الخامس
! حفل زفاف !
ليس معنا اننا نتشارك نفس الډماء ان يجمعنا الحب فقد يجمعنا الكره والبغض والحقد وبالاخير جميعها مشاعر أيضا
وقفت سيارة الاجرة امام القاعة المقصودة هبطت منها بيسان بعدما حاسبت السائق فغادر سريعا وبقيت هي بمفردها امام القاعة
جفلت من فكرة دخولها وحدها ل القاعة حتي انها كادت تعود أدراجها الي حيث منزلها لكن صوته قطع فكرة هروبها
_حاسس اني حبيت الصدف!
جاءها الصوت من الخلف التفتت فوجدته هو سليمان بطلته المميزة يقف خلفها بطوله الفارع وشياكته المعتادة واضعا كفيه بجيوب بنطاله بكل غرور وعلي إحدي زوايا شفتيه ارتسمت بسمة خفيفة
نطقت بأنفعالها المعتاد
_يعني مش بتراقبني مثلا
قالت عبارتها وغمزت له بخفة فضحك عليها و
_توء سليمان توفيق مبيراقبش بيخلي القدر يلعب لعبته زي ما هو عايز
امسكت ذراعه فجاة وهي تقول بحماس
_طيب بما انك جيت ادخل معايا بقي علشان مش عايزه ادخل لوحدي
نظر ليديها التي تشبثت بذراعه بقوة كانت متشبثة بكامل قوتها وعفويتها وكأنها تتعامل مع قريب لها الي حد كبير وليس غريبا عنها تفهمت نظراته قبل ان يتحدث فقالت
_تلات مقابلات مش قليلة برضوا انت خلاص بقيت من العيلة
وضحكت بخفة فطرب قلبه اثر سماعه لضحكتها وبلا شعور وجد نفسه يمسك يدها بإحدي يديه بقوة ويتجه بها نحو باب القاعة ل يدخلا سويا في مظهر عفوي بالنسبة لها قد يسبب عدة مشاكل لها ايضا فيما بعد
بالفعل
عندما ظهرا سويا علي باب القاعة تعلقت العيون بهم اولا انجذبت العيون لهم لشكلهم الثنائي اللائق ثم ظهرت الدهشة علي البعض عندما علموا بهوية سليمان كثرت الهمهمات بين السيدات الهواءه ل الثرثرة وتعلقت عدسات الكاميرات علي مركز وقوفهم آخذه عدة صور لهم سويا
بعنوان سليل آل سليمان مع فتاة فمن تكون هتفت بمرح وهي تري الجلبة التي حدث من قبل الصحافيين
_مكنتش اعرف انك جامد اوي كدا!
سليمان مبادلا مرحها بأخر
_قولتلك احنا واثقين من نفسنا اوي
سحبها معه الي إحدي الطاولات ابعد كرسيا عن الطاولة لتجلس عليه ابتسمت لحركته وجلست علي المقعد ابعد اخر بجوارها وجلس عليه هو تلك المرة
_انت جاي هنا لية
سألته بأستفهام وهي تنظر لملامحه بعينيها الفيروزتين الاسرتين
_العريس صديق عمل
غمزت له بشقاوة
_صديق ولا عدو زي مستر حسان
ضحك و
_لا مجرد صديق
هتفت قبل ان يسألها هو علي السؤال
_العروسة تبقي اخت ناني صاحبتي
وعندما جائت سيرة ناني وجدت صوتها يأتي من الخلف بصړاخ وهي تتقدم منها
_بيسان
همست بحرج مصطنع له قبل ان تنهض
_بتحترمني اوي
تعالت ضحكاته عليها وراح يرمقها بعينين تنبثق منها مشاعر الدفئ وهو يراها تسلم علي صديقتها وعلي شفتيها بسمة عفوية تزيد من مقدار جمالها الضعف
تلك الفتاة حقا باتت خطړا عليه هو بدأ يشعر بالذي لا يستطيع انكاره نحوها كل مقابلة تجمعه
بها يفقد فيها الكثير من جموده وبروده تحرك مشاعره الجليدية وتذيبها ب بسمتها فقط تذيب جليده حتي اقترب الجليد ان يتحول الي نيران الحب لها ولا يعرف كيف يهرب وينجو من آسرها قبل ان يغرق فيه أكثر لا يعلم من الاساس ان كان يريد ان ينجو ام لا
ابتعدت ناني عن بيسان فعادت هي له من جديد جلست وهي تقول
_تلات مرات نتقابل ومعرفش عنك غير انك سليمان توفيق سليمان بس والحقيقة دا ميكفنيش انا بحب اعرف عن زبايني كل حاجة
رفع إحدي حاجبيه
_زباينك!
هتفت مصححة العبارة بضحكة خفيفة
_زبايني المفضلين ياعم
وراح يقص عليها بأريحة عنه تحدث وتحدث وكأنه اول مرة يفعل كان غير مصدقا لما يحدث ول لسانه الذي كان يتحدث بغير ارادة منه يقول لها عن طفولته شبابه مراهقته افكاره وحتي احلامه بعض من ما يحبه وما يكرهه كأنها ضغطت علي زر البوح وكان منوما مغناطيسا فحكي وباح بأستفاضه عنه
وكانت هي تستمع له وعلي شفتيها بسمة تتسع تدريجيا كلما حكي أكثر عنه لا تعلم مثله تماما لا تعلم لكن هناك رابطا يربط قلبها به رابطا يجعل قلبها يخفق كلما تتقابل معه وتتقابل عينيه بعيونها كما يحدث الان ويصل صوته لاذنيها فتشعر وكأنه طربا يتلاعب علي اطراف قلبها فيجعله يتراقص بسعادة لا تصف
بدأت بعض الثنائيات بالرقص الرمانسي علي إحدي الاغاني وتشارك معهم العروسين عندما انتبه لذلك مد يده لها بعدما نهض عن مكانه و
_تسمحيلي !
وضعت يدها بيده وهي تؤمي ب نعم
اخذها وصعد بها علي المسرح وهو يتمايل بها علي الموسيقي رفعت عيونها فتلاقت بعينيه ابتسمت له فبادلها بسمتها المشرقة بأخري همس بشفتيه بنبرة تكاد لا تسمع
_لو في يوم قالوا اني هحس الاحساسيس دي مع واحدة ست كنت هقول عنهم مجانين
بيسان بنبرة خاڤتة تغيب الوعي عن العقل
_احاسيس اية!
اجابها وعينيه تذوب في نظراتها اكثر
_احساس اني طاير في سما مفهاش غيرك وبس في مكان مش شايف فيه غير عيونك مش عارف بس متأكد ان نظرات عيونك قادرة تهد ثبات اي حد
مالت برأسها علي كتفه