الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية جديدة بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 19 من 130 صفحات

موقع أيام نيوز

يا ياسر.. بص لنفسك حياتك بقت عاملة إزاي وعيالك ذنبهم أطفال يتحرموا من أمهم وهما أكبرهم خمس سنين ولا ياسمين اللي بيتها بيدمر بعد عشرين سنة جواز ولا يمني اللي بقت هي نفسها مش عارفة هي عايزة ولا بتعمل إيه ومش إحنا بس انزل الشارع كده وبص للناس هتلاقي الناس بطلت تضحك.. بطلت حتى تبتسم ياياسر
رغم ۏجع ياسر مما أصبحت عليه حياته ومما يعانيه آسر وأخواته لكن هو لديه قناعة خاصة حاول إقناع آسر بها قائلا أنت عندك حق.. الكل بيعاني بس دي دنيا مش جنة كل واحد فينا عنده رسالة بيقضيها في حياته الرسالة دي محتواها العسر واليسر والشدة والرخاء وأنت بتشيلها كلها على بعضها يبقى ليه افتكر ربنا وقت اليسر وانساه واقنط من رحمته وقت العسر
زفر

آسر وقال بيأس بس أنا مشوفتش يسر حياتي بقت مملة وملهاش أي لازمة كل أما أحاول أنجح في أي حاجة أو حتى أعمل مشروع مبلاقيش غير الفشل والخسارة لما تعبت ويأست وآخرتها مرمى ف السرير بقالي ٤٠ يوم بتسند عشان ادخل الحمام 
رد عليه ياسر معاتبا غلطان ياآسر أنت أيام وهتفك الجبس ده وهترجع لحياتك الطبيعية غيرك مريض والطب بيعجز عن علاجه وبيعيش حياته أسير المړض بيعيش يتألم والمسكنات بتعجز عن إزالة وجعه أما فشلك ده أنت تقوقعت فيه واستسلمت له.. واعرف أن طول ماعندك عقل تقدر تنجح وأول طريق النجاح هو الفشل ونجاحك في أي شىء في حياتك هيعتمد على إيمانك وثقتك بنفسك واعرف إن كل إنسان مميز بشىء عن غيره دور على التميز اللي فيك واستغل هتوصل وبطل تعلق كل مشاكلك وهمومك على شماعة اسمها الفشل 
ابتسم آسر وهز رأسه مقتنعا بكلمات أخيه وقال حاضر.. صدقني هحاول
قال ياسر بإصرار متقلش هحاول أنت بعد ماتفك الجبس هتبدأ وصدقني أنا معاك وجمبك في أي حاجة وكل حاجة محتاجها وإلا هآخد منك يزيد ومش هخليك تشوفه تاني لأن أفكارك السوداوية دي ممكن تفسد ابني وأنا مش مستغني عنه
ابتسم آسر ومال يقبل يزيد من رأسه وقال أوعدك إني هآخد خطوة في أقرب وقت 
ابتسم ياسر قائلا عاش يابطل أيوة كده خلاص بقى خلي يزيد معاك النهاردة وانا هدخل أنام مع يزن لاني معرفش اخرج بيزن في البرد ده وهو تعبان 
ابتسم آسر وقال أحسن حاجة هتعملهاقوم بقى أنت ارتاح لأنك بتتعب طول اليوم
نهض ياسر قائلا تمام.. تصبح على خير 
تفتح عينيها پضياع وۏجع غير مدركة ماهي فيه لاتشعر سوي پألم حارق أسفل بطنها ېمزق أشلائها تصرخ مستنجدة بأحد يخفف عنها ذلك الۏجع
اقترب منها زوجها يسألها غصون.. أنتي كويسة 
رفعت بصرها وجدته فسألته سعد.. أنا تعبانة بطني بتتقطع أنا إيه اللي حصلي وإيه اللي جابني لهناثم هبطت بيدها على بطنها وللحظة تذكرت آخر لحظات مرت بها قبل أن تفقد الوعي فصړخت ابني ابني ياسعد إيه اللي حصلي!.. عملت فيا إيه ياسعد 
اقترب منها يمسكها بهدوء إهدي ياغصون والله ماكان قصدي اعمل كده لحظة شيطان يابنت الناس.. الدكتور هنا عايز يبلغ عني ويوديني ف داهية.. وأنا قولت له إنك اتزحلقتي وقعتي 
كل حديثه هذا لم يفرق معها الفارق فقط هو أن ونيسها الذي كانت تنتظره قد ذهب في لحظة ڠضب من ذاك عديم القلب..ألمها انتقل إلى قلبها يحرقه وتتصاعد شظاياه إلى صدرها لتكتوي بڼار فراقه ذلك الطفل الذي ظنت أنه سيكون لها عائلة بأكملها حرمت منه لأن أباه فاقد الرحمة.
لم ترد عليها وكعادتها تركت دموعها تتحدث عما بداخلها وعيونها تنعي جزءا منه فقدته دخل عليها طبيب يبدو عليه الوقار والواضح عليه أنه في منتصف الخمسينات وبجواره ممرضة تقربها في العمر.
اقترب منها وقام بفحصها وعندما لمس بطنها صړخت متأوهة.. ابتعد عنها ونظر بشړ لزوجها الذي تراجع للخلف حتى وقف في أركان الغرفة يهرب بعينيه من الطبيب ثم أمر الممرضة أن تساعدها في الجلوس وقد فعلت.
حول الطبيب نظره لها قائلا حمد الله على سلامتك يابنتي
ردت پتألم الله يسلم حضرتك
أكمل قائلا ارتاحي ومتتكلميش..المطلوب منك تسمعيني وتردي عليا بس أنتي جيتي في حالة خطړ جسمك كله آثار ضړب وجنين عمره مايقرب على الخمس شهور مېت في بطنك وعندك
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 130 صفحات