الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية جديدة بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 39 من 130 صفحات

موقع أيام نيوز

بعض عن إذنكم انا 
هز له آسر رأسه بالموافقة ثم فاجأته بقولها الذي تلي مغادرة على أنت لسه عايز تتجوزني
تجلس على مكتبها تتفحص حاسوبها المحمول أمامها في محلها الصغير الذي أصبح عالمها الخاص بعدما استغلت هوايتها المفضلة في العمل وأصبح عشقها في إقتناء كل ماهو نادر من التحف والعملات والمشغولات اليدوية هو عملها فقد حققت حلمها بعد سنوات وافتتحت متجرا صغيرا تجمع فيه تلك الأشياء النادرة وتأمل ان يكبر يوما عن يوم.
وبينما هي تعدل بعض الحسابات على الجهازاستنشقت عطره في المكان ذلك العطر الذي كان ينعش رئتيها لأشهر طويلة ولكنها لم تشمه منذ آخر مرة التقت به ذلك اللقاء الذي جدد ألمها وۏجعها منذ أكثر من شهرين عندما واجهته بجريمته التي تركته من أجلها انتبهت لذلك فرفعت رأسها وجدته يقف يتأملها بشرود هي الأخرى رغم جمودها تجاهه وقلبها الذي أصبح يرفض وجوده لكنه يحمل له الحنين بين حين وآخرولكنها وقفت على هيئتها وقالت بكل تصلب أهلا يوسف
ابتسم لها ورد بهدوء ازيك يا يمني.. ممكن أقعد
أشارت له اتفضل
جلس وجلست

هي الأخرى تضع ساقا فوق ساق ترمقه بنظراتها الصلبة وجدته يتلفت حوله يتأمل المكان بإعجاب ثم قال روعة بصراحة.. أبهرتيني بذوقك
رد عليه ببرود ممكن أعرف سبب زيارتك يايوسف 
نظر لها بإبتسامة وقال مش هكدب عليكي واقول حجج أنا بصراحة جاي مخصوص عشان اشوفك
لوت شفتيها بتذمر وقالت تاني يايوسف.. أظن قفلنا الصفحة دي من زمان
هز رأسه بإخفاق وقال أنتي عندك حق في موقفك وفي كل اللي تعمليه وتقوليه وأنا الحمد لله توبت لربنا توبة نصوحة عن كل ذنب او كبيرة ارتكبتها وأتمني يقبل توبتي ومش بقولك كده عشان حاجة والله أنا بس رايح اعمل عمرة وجيت اشوفك قبل ماأسافر والأعمار بيد الله يمكن مرجعش
رغم أنها كانت تريد مهاجمته في الرد ولكن ماقاله أخيرا جعلها تشعر پألم في صدرها ونغزة في قلبها هي نفرت وجوده ابتعدت عنه لترتاح وحتى إن لم يكن ذلك حدث ولكن يكفي أنه على قيد الحياة.. ابتلعت ريقها وردت عليه ببعض الهدوء ربنا يتقبل 
ابتسم بحزن وقال لها عايزك تسامحيني يايمني مش طالب منك غير كده بس ومش بجبرك على أي حاجة
أخفقت بصرها ولم ترد عليه ذلك الچرح الذي صنعه مازال ېنزف لم يطب بعد.. كيف تسامحه وبداخلها ذلك الۏجع منه.
نظر لها وعندما لم يجد الرد.. نهض وقال أخيرا لو جرالي حاجة خلي بالك من ماما يايمني.. أنتي عارفة هي بتحبك اد إيه
الټفت ليغادر المكان فرفعت بصرها تودعه ثم استوقفته قائلة تروح وترجع بالسلامة يا يوسف
ابتسم وكأن روحه قد ردت إليه فالټفت وابتسامته مازالت تزين وجهه الذي أشرق بقربه من الله وقال الله يسلمك من كل شړ ... ثم الټفت وغادر.
استيقظت اليوم في حالة صحية غير جيدة مر أكثر من شهرين ونصف على تلك الجراحة اللعېنة التي انتزعت منها سبب الحياة لها وعلى الرغم من ذلك تشعر پألم شديد ومغص ېمزق تلك المنطقة.
نهضت واغتسلت وجهزت مشروب ساخن تتناوله لعله يهدئ ذلك الألم ثم تمددت على سريرها الصغير في تلك المكان التي اعتبرته جنتها بعدما أشرفت ياسمين علي إعداده وفرشه بطريقة منسقة ومبهرة تشعر بسعادة عارمة عندما تعود كل مساء من عملها الذي كلفته بها ياسمين في محل الملابس وتجد مأوى يأويها ويحجبها عن البشر فقد عملت في ذلك المحل حيث الملابس النسائية والفساتين تكويها وتغلفها وتحيك بعض الأزرار وغيرها من هذا القبيل ولكن أكبر سعادة تشعر بها عندما تسمع بوق سيارة ياسر قادمة صباحا بالأولاد حيث تنتظر مغادرته وتخرج إليهم في الحديقة تلاعبهم وتلهو معهم.. هذه الدقائق معهم تشعرها أنها على قيد الحياة تلك الطفلان أصبحا مصدر حياة لها حتي أن هاتفها الذي اشترته بأول راتب من عملها تملؤه صورهم في أوضاع مختلفة لهما وهم يمرحون ويلعبون وأحيانا يأكلون عندما تدخل إليهم الفيلا بعد مغادرة مراد.
ولكن اليوم تأخرت السيارة وتأخر قدوم الاولاد شعرت بخيبة وحزن على ذلك فهي لا تريد أن تذهب إلى العمل قبل أن تراهم.
لم تمر سوي لحظات حتى سمعت رنين جرس المكان.. تغلبت على ألمها ونهضت لتفتح فابتسمت عندما وجدتها
38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 130 صفحات