الأحد 01 ديسمبر 2024

بغرمها متيم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 23 من 93 صفحات

موقع أيام نيوز

إليهم حتى حدث ماتوقعته ففي رمشة عين كانو جميعا أمامها ابتلعت ريقها بصعوبة ثم تمتمت لعمران وهي تمد يدها له بتلك الورقة كي يمضيها 
سكون لازم تدخل العمليات حالا اتفضل امضي على الإقرار علشان مفيش وقت نستنى 
احمرت عيناي ذاك العمران من ذكر كلمة العمليات وحالتها الخطړ ثم سألها بنبرة قلقة للغاية 
ليه هي مرتي مالها يادكتورة 
زاغ بصرها حولهم جميعا ولكن لم يعد وقت الآن لتخبئة أي شيئ عن حالتها ثم أخبرته بصوت خاڤت وكأنها لاتريد أن يسمعها أحدهم 
سكون كانت حامل في الشهر الرابع والمشكلة الكبيرة إنها كانت بتاخد أدوية تثبيت بمثابة قنابل تخلي الرحم ينفجر والرحم طبعا بتاعها حالته خاصة جدا ومحتاج علاج وصبر وهي استعجلت 
الى هنا وانتفض عمران مرددا بذهول 
حامل في الشهر الرابع ومقالتش ! تعرض حياتها للخطړ بالطريقة داي كيف !
أما زينب هتفت باستنكار له 
يعني مرتك عنديها مشكلة وشكلها كبيرة كمان ومهتعرفونيش وسألتها وسألتك بدل المرة مليون مرة !
انتهي البارت
البارت الخامس 
مسح عمران على شعره وهو ينفخ بضيق بالغ ثم ردد لوالدته 
مش وقته الكلام دي عاد يا امي مرتي جوة في العمليات دلوك بين الحياة والمۏت وبدل ماقلبك يرجف علشانها هتقعدي تتحسري وقالوا وقلنا !
هز سلطان رأسه بموافقة وهو يربت على ظهر ابنه 
عين العقل ياولدي امضي على الورقة الاول علشان مرتك 
ثم نظر إلى زينب 
هو دي وقته ياولية انت اهدي اكده لما نطمن عليها وبعدين نفهم بهدوء في ايه
صمتت زينب إجبارا ولكن داخلها يتآكل من تخبئة عمران عليها والقلق عليهم كان ينهش بها فهو ولدها الوحيد وقارب على الأربعين إلا بضع سنوات قليلة 
مضى عمران على الإقرار بيداي ترجف خوفا على سكونه ثم ناولها الورقة بعد أن انتهى وهو يسألها بلسان خائڤ على زوجته 
هي العملية داي فيها خطړ على سكون يادكتورة 
حركت رأسها برفض وحاولت طمئنته على عجالة 
له متقلقش سكون هتطلع منيها بخير إن شاء الله بس دعواتكم عن اذنكم
تركتهم ودلفت إلى الغرفة وبدأت بإجراءات تهيئتها لدخول العمليات أولا 
والجميع في حالة تأهب شديد فسكون قبل أن تكون حالة في المشفى فهي زميلتهم 
أما في الخارج كان
عمران يجوب الطرقة ذهابا وإيابا وهو يحدث حاله بصمت والهلع على سكون 
لما حبيبتي فعلت بحالك هكذا 
كيف لك أن تؤدي بشأنك إلى الچحيم وتجعلي القلق ينهش داخلي عليك سكون
لم أتذكر أنني جرحتك يوما بكلماتي كي تفعلي ذاك الجرم بنفسك وتجعليني الآن اتآكل عليك هلعا وقلبي يشعر بالدمار
!
لم أريد سواك في الكون كله فأنت لي أما وأبا وزوجة وأختا وخليلة أنت كلي سكوني !
الجميع يقفون خائڤون عليها فأتت رحمة إليهم بعد أن أنهت إجراءات الأوراق المطلوبة في المشفى ثم ربتت على ظهر أخيها بعدما علمت من والدها ماقالته فريدة 
هتوبقى زينة ياعمران متقلقش ياخوي إن شاء الله مش عايزاك تاخد على اعصابك الموضوع وتهدي حالك علشان لما مرتك تخرج من
العمليات مش عايزة هجوم ولا منك ولا من ماما ولا من اي حد فينا مش عايزاها تشوف غير الابتسامة على وشنا وبعد ما ربنا يشفيها خالص وتتعافي من اللي هي فيه تتعاتب انت وهي براحتكم
غامت عيناه بالحزن على زوجته ثم سأل شقيقته بنبرة حزينة وداخله مړتعب 
هي ممكن يحصل لها حاجه لا سمح الله ! اصلك ما شفتيش الداكتورة فريدة قالت ان هي كانت بتاخد ادويه تثبيت وعملت انعكاس معاها وكانت ممكن تفجر الرحم بتاعها وتقريبا حالتها صعبة اني بجد خاېف عليها قوي خاېف يجرى لها حاجة شينة ووقتها مهتحملش والله العظيم مهتحملش
ابتسمت بوجهه كي تحاول بث الهدوء النفسي داخله ثم هتفت بكلماتها الودودة
له تفائل بالخير تجده ياخوي وربك بإذن الله هيشفيها وهيجبرها وهيفرح قلوبنا كلاتنا بعوضك ياحبييي بس انت ميوبقاش على لسانك دلوك يااااارب هو الوحيد اللي بيده فك الكرب
أخذ نفسا عميقا ثم نطقها من أعماق قلبه برجاء من رب السماء 
يااااارب يااااارب استودعتك إياها وانت خير مودع
مر ساعة كاملة وسكون داخل غرفة العمليات وقد نفذ الصبر من صبر عمران الذي يقف الآن أمام الغرفة وأخيرا خرجت سكون على ذاك التخت المتنقل وكأن عقرب الساعات توقف عند تلك الدقيقة ولم تندهشوا فذاك رجل عاشق لامرأة ولد قلبه الموجوع على يدها 
فور أن رأته عينيها أمسك يدها واحتضنها بين كفاي يداه باحتواء وهو يتسابق بقدميه مع التخت المتحرك إلى أن أوصلها غرفة الإفاقة وما إن توقفوا بالتخت 
بعد مرور دقيقتين بدأت تتوجع وتهذي من أثر البنج وهي تردد پألم وهي تشير أسفل بطنها وتتأنى بۏجع 
آاااااااه أني فين حوصل ايه 
مسح عمران على شعرها مجيبا إياها بصوت متحشرج أثر حزنه على ۏجعها الذي يقطع نياط قلبه 
انت بخير ياحبيبي متقلقيش حمد لله على سلامتك يا سكون
حركت رأسها بهوادة إلى مصدر الصوت وتمتمت وهي تنظر برؤية مشوشة إلى عمران وعقلها الي الآن لم يستوعب بعد مابها 
وأكملت وهي تشير بأصبعها إلى أماكن متفرقة في بطنها 
آاااه ۏجع هنا وهنا وهنا وهنا خليهم يدوني مسكن
التمعت عينيه بغشاوة الدموع وهو يقف عاجز امام ۏجعها ولم يستطيع التخفيف عنها وهي تتأوه كثيرا وما إن وقع بصره على فريدة حتى هرول إليها آمرا إياها 
تعالى بسرعة اديها مسكن علشان بتتألم قووي
حركت فريدة رأسها برفض وفهمته 
طبيعي الۏجع اللي هي فيه ومينفعش مسكن دلوك خالص لازم تفوق
الاول وأقومها تتمشي وبعدين هديها مسكن الصبر بس ياعمران 
واسترسلت حديثها وهي تنظر إلى صديقتها ورفيقة العمر والأيام بحزن نمى عن دمعة سكنت وجنتيها 
دي ياحبيبتي عملت في نفسها اكده وعرضت حياتها للخطړ علشان تسعدك وعلشان تجيب لكم ولي العهد اللي يفرح قلوبكم وبالتحديد الحاجة زينب كانت بتشوف اللهفة في عيونها وكلامها فمقدرتش تتحمل
انصعقت ملامح عمران وتهجم وجهه ثم سألها 
يعني انت كنت عارفة يافريدة اللي بتعمله في نفسها وممنعتيهاش أو مقلتليش !
حركت رأسها برفض قاطع
له والله العظيم ما كنت أعرف اني اټصدمت زييكم بالظبط
سمع كلتاهما تأوه سكون فنظرا إليها بشفقة فتحدثت فريدة 
روح اقف جمب مرتك وخلي بالك نفسيتها اليومين دول هتوبقى متدمرة جدا فمش ناقصة كلام ولا لوم من اي حد فممكن تعمل في نفسها أي حاجة داي أم فقدت جنينها بعد ما عرضت حياتها للخطړ
زفر أنفاسه بقوة وهو مازال مثبتا أنظاره عليها وهو يطمئنها 
متقلقيش يادكتورة مهفارقهاش لحظة واحدة
خطت فريدة إليها ثم هبطت لمستوى وجهها وقبلتها من رأسها ثم مسحت على شعرها المغطى لتقول بحنو 
حمد لله على سلامتك ياحبيبتي ربنا يرزقك الخير كله عاجله غير آجله ويتمم شفاكي يارب
كانت سكون مازالت تتوجع پألم ولكنها انتبهت لكلام فريدة فنظرت إليها نظرة حزينة مطولة تحوي آلاما وحرمانا ولكنها إرادة الله ففهمتها فريدة على الفور وما كان منها إلا أنها تبسمت بثقة من رب السماء وتفوهت بتأكيد 
متقلقيش ياحبيبتي اللي خلقنا عمره ماهينسانا بيبتلينا علشان يختبر قوة صبرنا بيختار من عباده أولى العزم علشان لما نصبر ونتحمل ونقول الحمد لله بيعطينا من عنده اللي من كتر عطيته وقتها مش هنصدق نفسنا 
واسترسلت حديثها وهي تنظر إلى عمران الواقف بقلق ينهش معالمه عليها وهي تشير إليه بيدها 
كفاية اني عنديكي زوج حنين هيحبك ياسكون
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 93 صفحات