رواية امرأة هزت عرش القوة الفصل الثامن للكاتبة هدى زايد
والدها أقل شئ يجب عليها فعله هو قراءة ماتيسر من القرآن الكريم ولكن اختلف الأمر معاها دائما تحمله مسؤولية ماحدث أخيرا تحدثت إليه قائلة بمرارة ليه عملت فيا كدا ليه عملت في نفسك كدا ليه وجعتني وخليت ماضيك اسود ودمر لي الحاضر والمستقبل مفكرتش فيا لما أكبر مفكرتش شكلي قصاد صحابي هايكون إيه عارف أنا أنا بسمعهم بيتكلموا عليا وبسكت اتجوزت واطلقت في نفس اليوم والسبب إنت مدخلتش كلية الشرطة واخوك مكملش فيها واخويا مدخلش فيها والسبب بردو إنت أمي لما تتعصب بتعايرني بسمعتك إنت وبتقول لي بتتمنى العمر يرجع بيها الزمن مكنتش اتجوزت ابوكي وضعت ظهر يدها على ثغرها لتبتلع مرارتها بغصة وراحت تقول بصړاخ ربنا مايسامحك ولا تشوف رحمة ربنا أبدا يارب تفضل في ڼار جهنم زي ما أنا فيها في الدنيا روح ربنا ينتقم منك ..! جلست على ركبتها أمام قپره خارت كل قواها ما أن تذكرت حديث شقيقها صڤعته إهانته وطرده لها من بيت والده مر عليها أكثر من ساعتين على هذا الحال عادت إلى منزلها القديم شقتها التي كانت تود أن لا تتدخلها مجددا وضعت المفتاح في المزلج فتح باب الشقة ولجت ببطء شديد أوصدت الباب وهي تنظر في انحاء الشقة طفولة معقدة عاشتها هنا شعرت بوخزة غزت قلبها يا إلهي ما هذا أبي هنا يقف حزين جزت على أسنانها بغيظ شديد هرولت نحوه لټصفعه ما إن وصلت إليه اختفت صورته ضړبت رأسها لتعود لرشدها هوت على أقرب مقعد وهي تحتضن وجهها لتبكي پقهر وحزن شديدان ثم بعد ذلك رفعت وجهها لسقف الرادهة وهي تتنهد بعمق محاولة تنظيم أنفاسها المخټنقة كفكفت دموعها وقالت بنبرة متحشرجة كفاية كدا ونبدأ من جديد انسي إن كان ليك حد الحاجه الوحيدة اللي تفضلي فاكرها هي إنك مهما عملتي هتفضلي زي ما أنت لعڼة كل اللي يقرب منك يتأذي وعشان كدا ابعدي عن الناس ابعدي على قد ماتقدري.. وقفت عن المقعد وعي تنظر إلى الشقة لتعرف من أين تبدأ النظافة المنزلية نزعت عنها سترتها السوداء وبدأت تنظيف المنزل لتبدأ حياة جديد في مكانا قديم لا يربطها به شيئا سوى الۏجع والحزن ويجب عليها التحمل لأنه لم يعد لها حلا آخر في شقة حورية الساعة الآن الواحدة بعد منتصف الليل كانت تجلس على المقعد المجاور لمقعد بدر تستمع إلى حديثه الذي لا يصدقه عقل حين قال بنبرة متعجبة والله لو جابوا لي عقل على عقلي ما هصدق إن كل اللي حصل دا عشان مسافرش مع صحابي واموت مع اللي ماتوا !! ردت هي بهدوء الحمد لله أنا كان قلبي حاسس إن في حاجه هتحصل ومش عارفة ليه كنت عاوزة أقول لك بلاش بس اتكسفت الحمد لله إن ربنا عمل كل دا عشان ينقذني المهم تيتا بتاخد العلاج اه بتاخدوا كله هي حتى دلوقتي ياحبيبتي نايمة من كتر العلاج صمتت برهة ثم قالت بتردد هو الظابط اللي هنا دا رجع من سافروا قطب ما بين حاجبيه وقال بغيظ مكتوم وأنت بتسألي ليه ردت في سرعة وأنا هسأل ليه دا تيتا هي اللي تنام وتقوم تسأل عنه وأنا عرفت إنه مسافر وبصراحة مكسوفة اسأل مامته عنه وقف عن المقعد وقال بجدية ماعرفش هو مسافر فين ولا يهمني أنا جبت لك كل طلبات البيت متنزليش حت مهما كان الوقت واتصلي عليا وأنا أكون عند على طول سار بخطواته الواسعة والسريعة سارت خلفه فتح له باب الشقة وهي تنهي حديثهما قائلة ماتتعبش نفسك ولو أحتاجت حاجه هكلم السوبر ماركت تسمر لثوان ما أن رأى رائف يقف على باب شقته يحاول فتح بابه استدار بجسده كله نحو الباب وعلى ثغره إبتسامة خفيفة فتح ذراعه وقال بترحاب هلا وغلا بال البدر احتضه بدر وعلى وجهها ذات الابتسامة بينما نظر رائف إليها وجدها تنكس رأسها خجلا يا لك من بلهاء لم تنظرين إلى الأرض هكذا ألهذه الدرجة تعجبك !! شعر بدر أن هذا العناق ليس مجرد عناق بل وسيلة لينظر إلى ابنة