الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية جديدة بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 53 من 130 صفحات

موقع أيام نيوز

دون أن تدري وهي تتأمل ملامحه الخشنة بينما الصغير وجه رجولي ذو بشړة قمحية اللون يحمل عينان سوداوتان مظلمتان بحاجبين أسودين كثيفين ناعمين كشعره الكثيف الأسود ولحيته وشاربه الأسودان توقفت عند شاربه الذي يعلو تلك الشفتان المستقيمان فشعرت بالحرج الشديد وصرفت نظرها تماما عنه بخجل ولوم وعتاب لنفسها.
هو الآخر كان يبادلها نفس النظرات التي كانت تتأمل كل إنش في وجهها فشعر بحرارة تسري في جسده وعندما أدارت وجهها انتبه لذلك فأراد ان يزيل الحرج فقال أقصد أنك سعيدة بالصدفة دي
هزت رأسها وهي تنظر في نقطة ما أمامها وقالت أحسن صدفة أنا معرفش عيلة وأهل غيرهم وبيتهيألي لو أعرف أهلي مش هحبهم زي ماحبيت سدرة وسدن أمنا اللي يرحمها أحن قلب ف الدنيا عمرها ماحسستني اني مش بنتها مش أمي اللي رمتني لحمة حمرا في الژبالة للكلاب تأكلني
شعر بنغزة في قلبه تؤلمه على ما تشعر به وتتذكره فأراد التخفيف عنها قائلا ربنا له حكمة في كده ياغصون أكيد إختار لك الأحسن يمكن العيلة أحسن من عيلتك أو أحن منهم أو غير كده بس أكيد أنتي كده أفضل 
نظرت بعينين دامعتين وقالت مهما كان صعب الحياة اللي كنت هعيشه معاهم بس كنت هعيش مرفوعة الرأس عشت عمري مبعرفش ارفع عيني في حد 
ابتلع ريقه پألم لما يراها عليه فرد عليها بهدوء بنات كتير ولاد ناس وكبروا بأخلاق فاسدة ولا همهم أم ولا أب تعرفي إن بيجيلي كل يوم على الأقل حالة عايزة تجهض لأنها حملت بطريقة غير مشروعة أو بنات عايزين يعملوا عمليات يرجعوا بها عذاري وبرفض طبعا بل بالعكس انا بنهار عليهم كأنهم أخواتي او بناتي وللأسف بيبقوا بنات أرقى طبقة في المجتمع وأبويهم أسماء لامعة في البلد عشان كده انتي لازم ترفعي راسك أدام اي حد لأنك إنسانة نقية وشريفة وربنا عاطيكي افضل نعمة وهي حب الناس 
هزت رأسها ببعض الرضا ثم رفعت اناملها تزيل الدموع التي خانتها وجرت على خديها فنظر لها بشفقة ثم قال هاتي يزن عنك وتعالي نرجع لهم ونطمن على يزيد سايبه مع ماما 
قالت بصوت متهدج لا سيبه وانا هخليه معايا 
اقترب منها ومد يده يجذب يزن بهدوء وقال لا هاتيه
في تلك اللحظة اختلطت أنفاسهما وامتلأت رئة كل منهما

برائحة الأخر فشعرت غصون أن أنفاسها ستنقطع في هذه اللحظة بينما هو الآخر شعر بالحرج فأخذ يزن وابتعد قليلا وطلب منها أن تتقدمه في السير وبالفعل تم سار خلفها لا يستطيع أن يحيد عينيه عنها قربها يخل توازنه ملامحها تأسر عينيه براءة نظراتها تسحر قلبه رائحتها أشعلت النيران في جسده يتعجب مما تفعله به
وصلت غصون للطاولة التي تجلس عليها جدة الولدين مع سيدة تماثلها في العمر فابتسمت لهما وقالت بعد إذن حضرتك هآخد يزيد
قبل أن ترد عليها تحدثت السيدة الأخرى معرفتناش يايسرا مين الجميلة دي إوعي تكون مرات ياسر الجديدة ومعرفتناش
امتعض وجه يسرا والدة ياسر وقالت إيه اللي بتقوليه ده دي الشغالة ودادة ولاد ياسر
أخفض غصون رأسها بإنكسار وتجمعت الدموع في مقلتيها وأحست بإرتفاع حرارة جسدها وتلجم لسانها عن الكلام ولكن أخرجها صوت ياسر من خلفها يقول بإنفعال مين قال ياأمي إن غصون شغالة غصون يا طنط سعاد كانت مساعدة لياسمين في الأتيلية وأنا اترجيتها أنها تتفضل علينا وتراعي الولاد ساعتين من يومها ومشكورة وافقت شفقة على ظروف الأولاد
مايقرب من الساعة وهو متردد في أن يبدأ الحديث معها ولكن أخيرا وبعد مراقبتها طوال الساعة لم يجدها تقترب من رجلا أو العكس ف بالطبع هي ليست متزوجة أو مخطوبة فقرر أن يتجرأ ويحاورها وبالفعل انتظر حتى ابتعدت قليلا عن الزحام وسار خلفها وناداها آنسة سدن
التفتت له بتعجب وسألته حضرتك تعرفني
أومأ برأسه بموافقة وقال أيوة أعرفك من فترة
مجرد قوله هذا رفعت يدها تتأكد من وضع حجابها الذي يخفى ذلك التشوه الذي يوصمها وكأنها تتأكد أنه مستور عن عينيه ولكنها خاڤت ان يكون يعلم عن هذا فسألته بتوتر وحضرتك تعرفني منين
ابتسم ورد عليها ان متابع لكي ولرسوماتك ولوحاتك على الفيس بوك 
هزت رأسها ببعض الطمأنينة وأمعنت النظر فيه فشعرت أنها رأته من قبل فقطع حيرتها
52  53  54 

انت في الصفحة 53 من 130 صفحات