السبت 23 نوفمبر 2024

بغرمها متيم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 12 من 93 صفحات

موقع أيام نيوز

قد ظنت بها السوء 
رأى جاسر ملامحها الحزينة ففسر ذلك على انها تأثرت بعدم سلامها وليس لحالتها واعتذر لها نيابة عنها 
معلش يامدام مها عندي اني دي بس منة حد جميل قووي وهترتاحي في الشغل معها وبإذن الله المكتب بيكم انتوا الاتنين هيوبقى تمام
حركت رأسها رافضة لفهمه وما توصل إليه ثم صححت مفهومه 
له يامتر أني مزعلناش منيها واصل أني اتأثرت بس بحالتها حبيبتي ربنا ينور لها بصرها يارب ابتسم جاسر لتفهمها أولا وأنها أخيرا تدخلت معهم في الحوار وسمع صوتها
الناعم وكان في أذنه كسيمفونية أعذب الألحان 
وظلا يتحدثان عن أمور العمل ومواعيد المكتب وبعض الأشياء الأساسية التي ستفعلها بكل أدب 
ثم قامت
من مكانها مستئذنة للمغادرة هي وعمران على أن تأتي للمكتب من أول غد في الساعة
الثانية مساء 
وفور خروجها ظل ينظر على أثرها بنظرة حزينة فقد أحب تواجدها وحديثها وكل شئ ثم أخرج هاتفه ينظر إلى صورتها التي حفظها وهو يردد 
صورتك اللي كنت بقول فيها أشعار ولا حاجة جنب حقيقتك ونبرة صوتك اللي يتحكى فيهم مواويل
ثم أغلق الهاتف وأسند رأسه على مكتبه ولكن وجد طيفها جال بخياله ولم يتركه هو الآخر مما جعله ردد مرة أخرى
داي باين الأيام الجاية هتوبقى رواااق عليك يابن المهدي
في مكان ما يجلس ذاك الرجل الكهل ذو الستين عاما على مكتبه كما الملك الذي يجلس على كرسي العرش وبيده سېجاره الفرنسي الباهظ الثمن يردد بنبرة آمرة لذاك الواقف الذي يرتعب أمامه 
عملت اللي طلبته منك ياشوقي والمركز جهز ونقلت الحالات في سرية تامة ولا انت كبرت وخرفت
أجابه ذاك الرجل سريعا وهو يتلعثم خوفا فهو يخشاه بشدة 
والله ياباشا عملت كل حاجة زي ما سعاتك أمرتني بالظبط وهتروح تلاقي كل حاجة تمام
نفث الآخر دخان سېجاره الغزير هاتفا
بنبرة تحذيرية 
تأمن على الكهربا كويس وتأمن على المحولات لو فصلت في ثانية إلا ثانية تكون شغالة لأن لو جهاز واحد وقف أو جري له حاجة مش هيكفيني عمرك كله وانت حر بقي
كان ذاك الرجل يقف يرتعد أمامه فهو يخشاه بشدة من جبروته المعروف لدى الجميع ومن بطشه الذي لو نال أحدهم لسح قه دون أن يرف له جفن 
والله ياباشا أنا مشغل اتنين مخصوص لا ومتخصصين كمان في الصيانة جمب المحولات دي وعامل بديل كمان علشان لو واحدة فيهم عطلت متقلقش سعاتك
أشار له ذاك المتجبر أن يرحل من أمامه دون أن يرف له جفنا فهرول الآخر
من أمامه وهو يتنفس الصعداء 
ثم أمسك الهاتف وهو يعيد تشغيل الفيديو الذي صفع فيه ابنه بنظرات يملؤها الشړ والتوعد وأتى برقم أحدهم 
أيوه يابني البت اللي بعت لك صورتها دي تجيبها لي فورا في خلال تلت ايام أكتر من كدة هشيعك لعزرائيل 
أنهى مكالمته وأغلق الهاتف فورا ثم استند على كرسيه برأسه وهو ينتشي دخان سېجاره باستمتاع ثم أشغل تلك الغنوة التي يعشقها لكوكب الشرق وكأنه لم يقل أو يفعل شيئا الآن وهو يردد معها بسلطان  
يا فؤادي يا فؤادي لا تسل أين الهوى
كان صرحا من خيال فهوى
يا فؤادي يا فؤادي لا تسل أين الهوى
كان صرحا من خيال فهوى
إسقني واشرب على أطلاله
واروى عني طالما الدمع روى
إسقني واشرب على أطلاله
واروى عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبرا
وحديثا من أحاديث الجوى
لست أنساك وقد أغريتني
بفم عذب المناداة رقيق
لست أنساك وقد أغريتني
بفم عذب المناداة رقيق
لست أنساك وقد أغريتني
بفم عذب المناداة رقيق
ويد تمتد نحوي
كيد من خلال الموج مدت لغريق
وبريق يظمأ الساري له
أين في عينيك ذياك البريق
يا حبيبا زرت يوما أيكه
طائر الشوق أغني ألمي
يا حبيبا زرت يوما أيكه
طائر الشوق أغني ألمي
يا حبيبا زرت يوما أيكه
طائر الشوق أغني ألمي
لك إبطاء المذل المنعم
وتجني القادر المحتكم
وحنيني لك يكوي أضلعي
انتهي البارت
البارت الثالث
في مكتب ماهر البنان حيث يجلس في مكتبه يستشيط ڠضبا من تمرد تلك العنيدة فهو لم يتعافى بعد من مرضه وجس ده مازال واهنا 
منذ البارحة وهو يهاتفها ولم تجيبه وفي كل مرة تغلق الهاتف بوجهه فتزيده ڠضبا من عنادها وتيبس رأسها والأدهى من ذلك أنها قد بلكته من جميع الاتجاهات مما جعله يدور حول نفسه بغ ضب عارم من فعلتها الشنعاء وهو يتوعد لها من الويلات مالم يخطر على بالها ظل على حالته تلك منتظرا مجيئها الى المكتب فهو فكر كثيرا لايريد الذهاب الى
منزلها كي لايعلوا صوتهما والأمر
يتفاقم إلى تدخل أيا من أهلها بينهم ووقتها ستحمل النفوس من أي كلمة لم تعجب الطرفين وظل ينتظرها في المكتب وقد وصل الغ ضب ذروته حتى مر أكثر من ساعتين على ميعاد مجيئها المكتب ولم تأتي بعد ولقد نفذ الصبر من صبره فقرر أن يذهب إليها في منزلهم وليكن مايكن وتتحمل عقباه وحدها 
حمل مفاتيحه وهاتفه وكاد أن يخرج من مكتبه ولكنه وجدها تدلف إليه بوجه متهجم وملامح تدل على أن العواصف ستحدث بينهم لامحالة 
نظر إليها نظرة مطولة تحوى كثيرا من المعاني التي فهمتها بتنقلاتها بجدارة ومن يملك دهاء رحمة المهدي غيرها 
ولكنه يعرف أن الأمر برمته صعبا عليها فحاول تهدئة أعصابه الثائرة داخله فقد كان يغ لي كالبركان ثم أشار إليها أن تدلف الي المكتب بصمت تام ومن ثم عاتبها بهدوء ماقبل العاصفة
عايز أسأل سؤال وأتمنى إجابته متكونش زي اللي في بالي 
انت عملت لي بلوك من على الواتساب والفيس أو تقريبا من كل الأماكن 
بنبرة أشبه للجمود قد هيأت لها نفسها بصعوبة بالغة فهي أخذت موقفا مع نفسها وأعدتها للصمود أمامه ولن تضعف أو تستكين لأمر قلبها اللعېن الذي يشتاقه حد الجنون ولكن كرامة الأنثى داخلها وكبرياؤها غلب عاطفة اشتياقها 
تجاهلت سؤاله وكأنه لم يقال أو يسل شيئا ثم مدت يدها بالورقة التى بحوزتها قائلة بشموخ ورأس مرفوع لأعلى 
اتفضل يامتر ورقة استقالتي واعتبرني مش موجودة وسط فريقك من النهاردة
انفعل ذاك الجامد المتصلب بطريقة لم توصف بعد ثم أخذ منها الورقة بأصابع متهجمة ومن ثم رماها من نافذة المكتب ثم جذبها من يدها بع نف واتجه ناحية الغرفة التى أعدتها هي بنفسها لاستراحته وأغلق الباب خلفه تحت تزمتها الشديد فحقا لقد أثارت حنقه ولأول مرة يتعامل أحدهم معه بذاك التجاهل ثم أقسم أمامها وهو يجز على أسنانه بغ ضب شديد
أقسم بالله لو كان مخلوق غيرك اتجرأ وعيمل وياي اكده لكان زمانه ورا الشمس دلوك
أفلتت يداها من يده عنوة واصطنعت عدم الخۏف أمامه مع أن داخلها يرجف رع با وهلعا من منظره الغاضب ولكنها تمالكت حالها بثبات تدربت عليه جيدا قبل أن تجئ إليه الآن وهي على ثقة تامة بأن مقابلتهم تلك لن تمر مرور الكرام وهي تهتف بنفس نبرته الغاضبة من جذبه لها بتلك الدرجة المهينة وسحبه لها إلى تلك الغرفة عنوة عنها 
انت إزاي تتجرأ وتجرني وراك بالطريقة داي وكاني عبدة وانت سيدها !
وأكملت بنفس قسمه وهي تجابهه غضبه عينا بعين وسنا بسن وهي تشير بأصبعها تجاه الباب الذي أوصده بإحكام 
وقسما بالله ويمين على يمينك يا ماهر لو مافتحت الباب وسبتني أخرج لهتشوف من كيد الحريم ما لا يخطر لك على
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 93 صفحات