رواية حارس جهنم من الفصل الأول للفصل الثالث للكاتبة هدى زايد
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
الفصل الأول هبطت درجات منزلها على عجل تريد أن تصل إلى الصيدلية بأقصى سرعة والدها مريض قلب والدواء الخاص به لم يبقى منه إلا القليل المارة تملىء الشوارع من يرى المنطقة يظنها في بلد الجمال والموضة باريس منطقة شعبية ولكن غاية في الرقي والنظافة لم تستطع وصف حال من يسكن فيها من شدة فخامتها استلمها شاب يدعى إبراهيم الزيني في الثلاثين من عمره ذو بشړة سمراء وعينيان بنية لامعة ويمتاز بوسامته الشديدة حاصل على ليسانس الحقوق بدرجة جيد جدا عمل محام لفترة لا بأس بها ثم توقف عن العمل لمرض والده الذي كان يترئس لجنة المصالحات العرفية استلم مكانه وعمل كثيرا في هذا المجال ولكنه تأقلم مع مرور الوقت أطلق على منطقته جهنم ويرجع السبب لهذا الأسم هو من ډخلها حړق نفسه بنفسه كما أطلق الناس عليه حارس جهنم وكأنه نوع من التكريم له لتصديه للخارجين على القانون كانت منطقة مدمرة أثر الزلازل الذي حدث منذ زمن لم تهتم الدولة بمطالبهم فقرر ذاك الشاب أن يجعلها آية من الجمال بمساعدة الأهالي وقد كان وأصبحت كما يجب أن تكون ومنذ ذلك الحين وهب حياته لتلك المنطقة التي رغم هدوئها إلا أنها يقطن بها بعض الشباب الخارجين على القانون والذين لايفعلون شئ في الحياة سوى كسب المال الغير مشروع سارت تلك الصغيرة التي لايتجاوز عمرها الخمسة عشر عاما هي الآن تقف أمامهم كالقط المذعور كلما اختارت طريق لتذهب منه اعتراضها أحدهم حتى أصحبت في وسط الشارع وهو يلتفون حولها على شكل دائرة عندما يأتي هؤلاء الأوغاد لم يستطع أحد إيقافهم سوى إبراهيم ولكنه الآن خارج المنطقة ينهى بعض الأعمال العالقة الخاصة به حاولت تلك الصغيرة الهرب ولكنها فشلت بسط أحد الشباب كفه قائلا بسخرية إيدك ياجميل عشان تعدي ابتلعت تلك الصغيرة حلقها بصعوبة حاولت أن تتحدث ولكن فشلت وكأن حنجرتها تخشى أيضا تلك الأوغاد ابتلعت ريقها للمرة المئة بعد الالف وتحدثت بنبرة مرتجفه قائلة بتلعثم مش مش معايا حاجه تبادل الشباب نظرات مابين الخبث والمكر غمز زعيمهما لمساعده قائلا بسخرية فتشها يا فيجو أومأ فيجو برأسه بالإيجاب قائلابتوعد تعالي يا عروسة أما افتشك حجظت عيناها ما أن أنهى الأخير حديثه الوقاح تراجعت خطوات للخلف كادت أن تقع ولكنها حافظت على توازنها نظرت يميناويسارا كي ترى أحدهم ينجدها من أيدي هؤلاء الأوغاد وكأن الشارع لايسكنه أحد خال من المارة أقترب فيجو منها في ذاك الوقت الذي تتراجع فيه تلك الصغيرة حتى لصق ظهرها بالحائط طالعها من رأسها حتى أخمص قدميها كز على شفته السفلى ثم غمز لها بوقاحه قائلا بهمس دا أنت طلعت مزة كاد يكمل حديثه الوقح معها ولكنه تفاجأ بيد من حديد تنكزه بقوة شديدة استدار ليعرف من الذي تجرأ على نكزه بهذه الطريقة ابتلع ريقه ما أن رأى حارس المنطقة بذاته يقف خلفه سأله إبراهيم بسخرية وهو يضيق بعيناه البنية قائلا هو ماحدش قال لك إن ممنوع الأقتراب أو التصوير من المنطقة أجابه بسخرية قائلا إنت ملكش في يا توتو ثم تابع حديثه متسائلا ومين إنت بقى أجابه إبراهيم بلكمه قوية في وجهه قائلا پغضب شديد أنا حارس جهنم يا روح التوتو قامت معركه كبيرة بين الشباب وحارس المنطقة تتدخل أهالي المنقطة لردع ذاك الشاب عن حارسهم ولكنه كان كفيل بضربه وسحله أمام زعيمهم نفض إبراهيم الډماء من على قميصه وهو يوجه سبابته في وجه فيجو بتحذير قائلا المرة دي ها كتفي بس بخروجك من على رجلك متكسرة إنما المرة الجاية هاتخرج منها على ضهرك فهمت ياتوتو ترك الشارع وعاد إلى منزله مرة أخرى بعد يوم طويل وشاق انتهى بالضړب والسحل وفي طريق العودة إلى منزله أوقفه عمه قائلا بعتاب يا ابني احرم نفسك مش كدا كل يوم خناق وۏجع قلب إبتسم له وهو يصافحه قائلا بقلة حيلة نعمل إيه بس ياعمي إذا كان الناس مش عاوزة تتعدل ثم تابع حديثه مازحا قائلا هو في حد عندك بيتجوز !! قهقه عمه على سخريته وتحدث وهو يشير بيده قائلا بنفاذ صبر